خلال حفل جائزة الأميرة عادلة بنت عبدالله العلمية والإنسانية في مجال سرطان الأطفال، والذي أقيم مساء يوم الأحد الماضي عبَّر الأطفال بمسيرة الشموع التي قاموا بها عن حضورهم المهم كعنصر من عناصر الاحتفال؛ مثلما هي أهميتهم في الحياة، وقد ألبسهم المخرج تلك الأردية السوداء التي عبرت عن قسوة مرض السرطان الذي يصيب ويتهدد الكثيرين، حيث نذرت الجائزة جهدها لمكافحته والرفع من صوت الأطفال المصابين به ليصل إلى المجتمع، ومن خلال الشموع التي كانوا يرفعونها لتنير وجوههم الصغيرة والبريئة أكدوا على أنهم ومن خلال دعم الأميرة عادلة أشرقت في أرواحهم شمس أمل بمستقبل أفضل؛ خاصة لمن هم مصابون أو مهددون بمرض السرطان بعدما وجدوا هذا التوجه الذي يتبناه قلب مشبع بالرحمة والرأفة والحب وتسنده أيادٍ معطاءة خيرة تسعى لخدمة أبناء الوطن!
|
حفل الجائزة افتتح بالأطفال واختتم بهم أيضا؛ حيث قدموا في نهاية الحفل اوبريت (سند الخير) من تأليف الشاعر المبدع سعد الثنيان والذي سبق له أن كتب عددا من (الاوبريتات) الناجحة، ومن إخراج الأستاذ خالد أبو شيبة وألحان يوسف العلي وأشرف عليه فنياً الأستاذ رجاء العتيبي.
|
الاوبريت الاستعراضي شارك فيه عدد من الفتيات الصغيرات، واللاتي ظهرن كالفراشات بحركاتهن الرشيقة والموحية على صدى كلمات صادقة، أقتطع منها حوارا جاء على لسان طفلة توجه كلامها للأميرة عادلة بأبيات منها:
|
يوم هلت عادلة شع المكان |
وانجلت عن هاجسي هموم الزمان |
وقد جسد الشاعر حوارا دراميا راقيا ومتناميا انتهى به إلى الإشادة بجهود خادم الحرمين الشريفين عندما قال على لسان طفلة أخرى:
|
عادلة اللي رباها على حفظ القيم |
عادلة كفها يمسح دمعة ألم |
أب ينبض بالأمل قول وعمل |
وعضد لشيخ يحطمه الألم |
اسألوا أهل التوائم |
واليتامى والأرامل |
المكان أو خشبة العرض حاصرت المخرج وقللت من مساحة الحركة الاستعراضية لكنه تعامل مع الإمكانيات المتاحة سواء من حيث مساحة المكان أو من حيث الإضاءة لأن مثل هذه الاوبريتات تحتاج إلى مسرح احترافي يمكن المخرج من أن يقدم ما لديه دون أن يشعر أنه محاصر بالمكان والإمكانيات.
|
الأميرة عادلة في كلمتها طرحت رؤيتها الإنسانية والوطنية التي جعلتها تدعم هذا الجائزة مساهمة منها في دعم هذا العمل الخيري الذي يشجع ويحث الباحثين في مجال مرض سرطان الأطفال ويرصد الجوائز القيمة..
|
وهذه الجائزة المباركة تتماهى مع ما تقدمه المجتمعات المتحضرة والتي تعمل على بناء الجمعيات الاهلية ومؤسسات العمل المدني والجوائز المحرضة والمشجعة على العمل التطوعي والاجتماعي إيمانا منها بأهمية الإنسان والتخفيف عنه آلامه ولتحقيق آماله. تتوجه الجائزة في فروعها الخمسة إلى التكريم وإبراز جهود الشخصيات والمؤسسات والأسر التي تقاوم مرض سرطان الأطفال وتقر مكافآت مجزية وهي في الواقع تبرز قضية مرض سرطان الأطفال في مجتمعنا على السطح بل وتشجع الأسر على الاعتراف بالمرض ومن ثم مقاومته.. إنها جائزة بناء تسند فيه جمعية سند لرعاية مرضى السرطان من الأطفال وتعين أسرهم.. وبمثل هذه الجوائز الخيرة يمكن أن نقول إن المجتمع بنسائه ورجاله المخلصين سيظل متماسكاً يعين بعضه بعضا ويخفف عنه مآسيه وأحزانه.؟.
|
كل الشكر لراعية الجائزة ولمساهماتها الكثيرة في العمل الخيري، وهذا ليس غريبا على عادلة بنت عبد الله كريمة خادم الحرمين الشريفين - أطال الله في عمره.
|
|