في حلقة الجمعة الماضية من البرنامج الجديد «كوميديو» الذي تبثه قناتنا «إم بي سي»، ورد على لسان أحد الشخصيات في إحدى فقرات البرنامج، عبارة «يلعن أم كذا». وأنا هنا أعتذر على نقل هذه العبارة، لما فيها من إساءة أخلاقية لكل من يقرأها أو يسمعها، لكنني مضطر لذلك لكي لا أتكلم كلاماً عاماً، سيُقال لي بعده:
ماذا تقصد بالضبط؟! أو: ما هي العبارة التي تتحدث عنها؟!.
لنكن، كما أشرت الاثنين الماضي، منصفين.. لننتقد الإعلام الذي ينتقد الجميع. وإنْ لم نفعل ذلك، فلربما يضع نفسه فوق النقد، وهو وغيره، ليسا في الحقيقة فوق ذلك.
لا أريد أن يفهم الشباب أنني ضد محاولاتهم في تقديم أعمال اجتماعية، تسلط الضوء على الظواهر السلبية. أبداً، أنا لست كذلك، ولم أكن يوماً كذلك. أنا ضد أن يجرفنا التيار، فنغرق في الإسفاف، ونَنْجَرُّ إلى نقل المفردات الهابطة من الشارع إلى التلفزيون الذي يشاهده الملايين من الشباب والأطفال. وما دام هناك ورشة لكتابة النصوص، يشارك فيها عدد من الكتّاب، فلا أظن أن هناك مشكلة في إيجاد صيغ مناسبة للغة الحوار بين الشخصيات، بحيث تعكس لغة الشارع، ولكن دون الشتم المؤذي واللعن المستهجن.
نحن دائماً نفرح بالأبواب التي تفتحها المؤسسات الإعلامية والثقافية والاقتصادية لشبابنا وشباتنا كي يفجروا طاقاتهم الإبداعية، ولكي يستثمروا هذه الطاقات فنياً ومالياً. ودائماً نخاف أن يعكِّر صفو هذه الأبواب تصرفات فردية غير مسؤولة، تشوه المراحل التي تعب البقية في قطعها.
وما أقوله عن «كوميديو» سينطبق على البرنامج الكوميدي «37 درجة» وعلى «أم الحالة» وعلى «طاش ما طاش» وعلى «بيني وبينك» وعلى بقية الأعمال الشبابية الكوميدية وغير الكوميدية، في ال»إم بي سي» وفي غيرها.