نفى الدكتور سعود الفنيسان في موقعه على الإنترنت أنه يبيح الاختلاط المشروط، وادعى أنني تقولت عليه عندما ذكرت اسمه من ضمن الذين أباحوا الاختلاط (شريطة إلا يُفضي إلى محرم). والفنيسان -حسب ما نشره في موقعه- هو واحد من اثنين: إما أنه يقول وينسى لكبر سنه، أو أنه (تهرب) عن قصد كعادة بعض المشايخ عندما يرضخون لضغوطات بعض طلابهم، فينفون اليوم ما يتفوهون به البارحة. والذي فات على الفنيسان، ومَن هُم على شاكلته، ممن يستكينون إلى ضغوطات طلابهم المتشددين، ويخشون منهم، أنَّ (التكنولوجيا) وتقنيات العصر، فوَّتت عليهم فرصة (التملص) مما يقولون، فقد حاول (أخٌ له) من قبل أن يتملص من اقتراح هدم المسجد الحرام بهدف منع الاختلاط، فادعى أن الصحافة تقولت عليه، وحرفت كلامه، وأنه طالب بالتوسعة، وليس بالهدم طلباً لمنع الاختلاط، غير أن ما هو مسجل بالصوت والصورة، فوت عليه القدرة على التملص، وأظهره رجلاً لا يتحمل تبعات كلامه، يقول الكلمة، ثم يعود عنها، ويظن أن الناس ستصدقه، ثم يكتشف متأخراً أنه كان (غادياً)؛ فالذي يريد أن يستغل تقنيات الإعلام يجب أن يعرف أنَّ (جحيد وامرٍ بعيد) نسفتها بالكامل منتجات حضارة الغرب التقنية، وفوتت عليهم (المَلصَه) والهروب من تحمل تبعات ما يقولون كما كانوا يفعلون في السابق.
دعونا نقرأ ما صرح به الفنيسان كما جاء في موقعه على الإنترنت: (ما ذكرته صحيفة الجزيرة وأشار إليه الكاتب محمد آل الشيخ بأني أجيز الاختلاط؛ كلام ساقط (كذا) وغير صحيح، وإنما أقول الاختلاط الجائز: هو غير الدائم كما في الأسواق التجارية، وفي الطواف حول الكعبة، وما عداها فهو اختلاط محرم لا يجوز، سواء في (المدارس) أو المكاتب الإدارية أو نحوها).. انتهى التكذيب نقلته بالنص من موقعه.
طيب. سأضع فيما يلي أمام القارئ ماذا قال الفنيسان في برنامج (واجه الصحافة) على (قناة العربية) عندما استضاف الفنيسان مع آخرين الزميل داوود الشريان، وحاورهم حول الاختلاط. اقرؤوا في هذه الجزئية التي نقلتها بالحرف من البرنامج، واحكموا: (المحاور: عندما نتكلم عن أستاذ ومعه فريق من الرجال في قاعة فيها بنات مع شباب كما يحدث في الطب ولضرورة هذا الأستاذ لأنه غير متكرر.. هذه حاجة؟
يجيب الفنيسان: بالنسبة لهذه لابد من وجود اللوازم للمرأة، ولا يمكن أن تدخل في هذا وهي متعطرة أو متجملة وإلا يحرم عليها تماماً الدخول.. إذا التزمت بالشروط الشرعية من حجاب وعدم المماسة الجسدية والتزمت بعدم الدوام الذي يستمر ساعات معينة أي إذا كان عدد من الطلاب وعدد من الطالبات يجتمعون 8 ساعات يومياً ولم يكن هناك مماسة جسدية لكن هناك مقابلة ومحادثة وطبيعة العمل تتطلب دخول وخروج وقضية نزهة هذا من الاختلاط.
المحاور: لكن لا بد أن يجلسوا مع بعض في نفس القاعة يومياً؟
يجيب الفنيسان: يجلسون مع بعض أما في الصفوف الأخيرة أو الشباب على اليمين والبنات على اليسار، أما رجل بجانب امرأة هذا لا يجوز.. إذا كانت القاعة مقسومة قسمين فليس هناك مانع من الدراسة). كذا!.. ولمن أراد مشاهدة الحلقة، للتأكد مما تفوه به الفنيسان، فهي على هذا الرابط:
(HTTP://WWW.ALARABIYA.NET/ARTICLES/2010/04/30/107321.HTML).
وليس لديّ أدنى شك أن الفنيسان تعرض لضغوطات من التيار المتشدد، فعاد عن كلامه (مُرغماً)؛ ونسيَ أن تقنية الإعلام الحديث، و(اليوتيوب) تحديداً، أعطت الجميع (الخاصة والعامة) على السواء، إمكانية التأكد مما يدعيه الآخرون؛ وليس من رأى كمن سمع.
والسؤال الذي ينتهي إليه السياق: من هو صاحب الكلام (الساقط) إذن؟.. هل هو الذي يقول كلاماً في التلفزيون يُبِث على نطاق واسع، ثم يرضخ للضغوط، و(يجحد) في موقعه على الإنترنت، في (تناقض) يندى له الجبين، أم الرجل الذي لا يقول إلا ما هو متحقق منه، ومقتنع به، وعندما يقوله لا يخشى فيه لومة لائم، أو مواكبة (حركة)!.. أترك الإجابة لمن لديه ولو قدر قليل من التمييز، ولا يهمه إلا البحث عن الحقيقة، ومعرفة مواقف الرجال، وقدرتهم على الصمود ومقاومة الضغوط.
إلى اللقاء.