نجران - حسن القيسي
دشن وكيل إمارة منطقة نجران محمد بن فهد بن سويلم ووكيل الإمارة المساعد عبد الله بن دليم القحطاني مساء أمس الأول الثلاثاء الندوة العلمية الفكرية التي يقيمها فرع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة نجران وتناولت «الأسس والمحددات لمفاهيم (الوسطية - الأمن الفكري - الإرهاب - الغلو - التطرف)».. وذلك بقاعة المحاضرات بالفرع ويوجهها للأئمة والخطباء، حيث استهلها فضيلة المدير العام لفرع وزارة الشئون الإسلامية بنجران الشيخ الدكتور صالح بن إبراهيم الدسيماني بكلمة رحب فيها بالمحاضرين فضيلة الشيخ الدكتور عابد بن محمد السفياني عميد كلية الشريعة بجامعة نجران وفضيلة الشيخ حمد بن إبراهيم الحريقي عضو الدعوة بفرع الوزارة بالقصيم والحاضرين للندوة من خطباء وأئمة ومؤذنين، وبيّن فضيلته أن الدين الإسلامي دين التسامح والوسطية التي تنتهجها الحكومة وتحرص عليها وساق في معرض حديثه دور الوزارة في تأصيل هذه المفاهيم في نفوس المواطنين والمقيمين في المملكة من خلال ما يزيد عن 70857 منبراً وأن المملكة تتعرض لهجوم فكري شرس من قبل أعداء الإسلام الذين لم يستطيعوا غزو هذه البلاد مباشرة فغزوها من خلال أبنائها بزرع الأفكار الهدامة في رؤوسهم، وتحدث فضيلته عن مشاريع الوزارة في محاربة الفكر الضال المتمثلة في حملة السكينة ودورات فقه الانتماء والمواطنة وهذه الندوات الفكرية العلمية, بعد ذلك أدار فضيلته الندوة داعياً الدكتور عابد السفياني للحديث عن هذه المفاهيم والتأصيل العلمي لها من الكتاب والسنة النبوية المطهرة.. وكيف أن الإسلام بعيد كل البعد في العبادات والمعاملات عن الإرهاب والغلو والتطرف ويدعو للوسطية في كل شأن من شؤوننا.. ورسولنا ومعلمنا صلوات الله عليه وسلامه أسوة لنا في ذلك وليس الاهتمام بالوسطية اهتمام وليد اللحظة.. بل هو موجود ولكن الحاجة له الآن أكثر في ظل الهجمات المتوالية للإسلام وبلاده، ومن ثم انتقل الحديث للشيخ حمد الحريقي الذي تكلم عن دور الوزارة بأئمتها وخطبائها ودعاتها في محاربة أصحاب الفكر الملوث من خلال منابرها.. ولكن يجب عليهم قبل محاربته أن يقوموا بدراسة وتشخيص لأحوال الشباب قبل الكلام عن هذه المواضيع الشائكة لكي يستطيعوا أن يعالجوا شبابنا معالجة صحيحة، كما تحدث فضيلته أن أغلب أصحاب الفكر المنحرف يستقون أفكارهم من مصادر مجهولة غالبيتها من عالم الإنترنت، وبيّن فضيلته كيف يستفيد جماعة المسجد من الإمام.. وبيّن وظيفته وأنها لا تقتصر على إمامة المصلين فقط.. بل هي أكبر من ذلك.. وبعد ذلك اختتم الشيخ الدكتور عابد السفياني الندوة بذكر وتفسير نموذج قرآني للوسطية نص عليه الله سبحانه في كتابه في سورة آل عمران قال تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}، وفي نهاية الندوة شكر فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن إبراهيم الدسيماني المحاضرين والضيوف والحضور الكريم على حرصهم لحضور هذه الندوة والاستفادة منها.. وأمل فضيلته في أن تكون هذه الندوة ومثيلاتها عوناً لهم على تأدية رسالتهم على أكمل وجه.