Al Jazirah NewsPaper Thursday  27/05/2010 G Issue 13755
الخميس 13 جمادىالآخرة 1431   العدد  13755
 
أضواء
دمعة فتاة جازان
جاسر الجاسر

 

ملكٌ يستجيب لدمعة فتاة، وقساةُ قلوب تتجلد ضمائرهم ويمتهنون تجارة بيع التأشيرات وإغراق الأسواق والمكاتب والبيوت بالعمالة الجيّدة والرديئة والزائدة والأكثر من زائدة، إغراق لا يوازيه إلا إغراق جيوب المستفيدين من هذه المهنة التي لا يوازيها في الاحتقار إلا المهنة الأقدم في التاريخ.

دمعةٌ انحدرت على خدِّ فتاة جازان، وأبكت كل الحضور في ملتقى الحوار الوطني الذي عقد قبل عامين في منطقة القصيم، فقد نهضت فتاة جازان في إحدى جلسات الملتقى -الذي كان يناقش قضايا التوظيف- وعرضت مشكلتها التي هي مشكلة الآلاف من زميلاتها أمام وزيري الخدمة المدنية والعمل، والتي تمثلت في فرض (الإقامة الجبرية) عليها وعلى زميلاتها الـ12600، بعد أن حلمن بالوظيفة وأن يخدمن بلدهن مثلما كن يأملن بأن يكن معلمات ينقلن العلم لزهرات الوطن. كل هذه الأحلام تبخرت طوال أكثر من عقد من الزمن، فتساقطت دموعها أمام الوزيرين اللذين نقلا المشهد بكل أمانة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فوجّه الملك بدراسة الحالة عبر اللجان المتخصصة في مجلس الوزراء، حيث أنهيت المشكلة وأعيدت البسمة إلى 12600 فتاة سعودية واختفت الدموع.

حلٌ وُلد من رحم ملتقيات الحوار الوطني، وهذا ما كان يأمله وما يريده المواطنون، بل الهدف الذي من أجله أنشأ خادم الحرمين الشريفين مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.

هذه الحالة تؤكد وللمرة الألف أو الأكثر اهتمام القائد والملك الذي همّه الأكبر هو إنصاف أبناء الوطن شباباً وشابات. ونتمنى أن تقتدي (الفئة القليلة) التي تتكسب بآلام المواطنين، الذين زاحمهم من أغرقوا أسواق ومكاتب المؤسسات والشركات الخاصة والعامة ممن حظوا بتأشيرات متكسبي المال الحرام.



jaser@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد