توصل باحثون في جامعة كاليفورنيا إلى أن النساء اللاتي يعانين من مرض هشاشة العظام الذي يسببه فقدان الكالسيوم وفيتامين (د) هن أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب، مقارنة بغير المصابات بالمرض. وهو ما يدل على وجود علاقة بين الكالسيوم وفيتامين (د) وصحة القلب.
ومما عرفنا من خلال مناهجنا الدراسية بأن مهمة فيتامين (د) هو بناء العظام. بينما مهمته تتجاوز امتصاص المعادن وترسيبها في العظام والمحافظة على كثافتها، برغم أن هذه الوظيفة هي أشهر ما يقوم به هذا الفيتامين الذهبي في الجسم، إلا أن الدراسات العلمية قد كشفت مهاما أخرى يمكن أن يقوم بها فيتامين (د) إذا أضيف إلى الكالسيوم حيث تكون له خصائص مضادة للسرطان. وقد يؤدي نقص هذا الفيتامين في الدم عند بعض الأشخاص إلى ارتفاع في ضغط الدم؛مما يشير لدوره البارز في علاج هذا المرض الخطير ومساهمته في تنظيمه. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يتجاوزه لعلاج بعض أمراض المناعة مثل التصلب المتعدد والصدفية. كما يساعد فيتامين (د) بالمحافظة على مستويات الأنسولين الضرورية في الدم، حيث توجد مستقبلات هذا الفيتامين في البنكرياس الذي ينتج الأنسولين. ووجد الباحثون أن هذا الفيتامين يؤثر على الاتزان البيولوجي والحالة النفسية والسلوك، ويساعد على تقوية العضلات. إضافة إلى ما نعرفه من أن فقد هذا الفيتامين المضيء يسبب لين العظام المعروف طبيا ب (انخفاض نسبة المعادن في الدم) وهشاشة العظام (انخفاض الكتلة الكلية للعظام).
ولعل ما تعانيه بعض السيدات من صعوبة في الولادة مرده إلى وجود تشوهات في عظام الحوض بسبب نقص فيتامين (د) وهو ما يتطلب من السيدات خصوصا تناول الكالسيوم والمغنسيوم وفيتامينات أخرى مع فيتامين (د) للوقاية من هذه الأمراض. ونأمل ألا يمتد اجتهاد السيدات لخلط حبوب الفيتامينات وتناولها سويا، لما في ذلك من خطورة في تناول حبوب الحديد أو الزنك مع حبوب الكالسيوم في آن واحد ! حيث يعمل هذا الخلط على تفاعلها وبالتالي إعاقة امتصاص كل منها، ويسبب ترسبها على هيئة أملاح، فالأحرى تناول كل دواء على حده، وفي أوقات مختلفة حسب توجيهات الطبيب.
وقد يندفع بعض الناس بالإفراط في تناول كميات كبيرة من العقاقير التكميلية من فيتامين (د) لمعالجة النقص، وفي ذلك خطورة أيضا، حيث تقول دراسات حديثة:إن تناول الشخص لأكثر من 1000وحدة دولية يتسبب بزيادة ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم، وهو ما يؤدي إلى ترسب الكالسيوم في الأنسجة الرخوة في القلب والرئتين والكلى والأوعية الدموية بشكل لا يمكن التخلص منه. كما أن الإسراف في تناول فيتامين (د) يسبب الغثيان وفقدان الشهية للطعام والصداع والإسهال والإعياء.
ويحسن الانتباه إلى أن احتواء الوجبات الغذائية اليومية على كميات عالية من مركبات الفسفور أو المغنيسيوم يعيق أو يبطئ امتصاص الجسم للكالسيوم الغذائي . حيث يؤدي تناول كميات كبيرة من اللحوم والسكريات والإفراط في تناول القهوة والمشروبات الغازية إلى فقدان كميات كبيرة من كالسيوم العظام عن طريق البول. والمؤسف أن إقبال جيل الشباب على تناول الأكلات السريعة واللحوم والمشروبات الغازية سبب لفقدان الكلس بمعدلات سريعة؛بما يعرضهم أحيانا للإصابة بمرض هشاشة العظام في سن مبكرة جدا. وتساهم اللحوم بإعاقة امتصاص الكالسيوم الغذائي بشكل كبير، لوجود كميات كبيرة من حمض الأوكساليك (الحيواني) في الأطعمة.
ولئن نصحت شركات الأدوية بضرورة تناول مكملات غذائية تعالج النقص في تكون هذا الفيتامين بالجسم؛إلا أن الأطباء المخلصين يحثون مرضاهم المصابين بارتفاع ضغط الدم أو الكساح أو هشاشة العظام بتعريض أجسادهم للأشعة فوق البنفسجية المعروفة ب (الأشعة المفيدة) التي تساعد على الحفاظ على صحة القلب والأطراف.
ولا عجب حين يسمى هذا الفيتامين باسم Sunshine Vitamin. وبلادنا بلاد الشمس الساطعة، فكيف يكون لدينا نقص بهذا الفيتامين المشرق ؟!
www.rogaia.net
rogaia143@hotmail.com