{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم الذي خلق الموت والحياة، وجعل الموت نهاية كل حيٍّ وكتب علينا جميعا مغادرة هذه الحياة {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} فهذه الحياة هي مرحلة عابرة وهي مزرعة للآخرة، والسعيد فيها من عمل لما بعد الموت، وهذا ما نظنه ونشهد به إن شاء الله في فقيدتنا الراحلة - سارة بنت سليمان المجلي- (أم عبدالرحمن) التي انتقلت من حياتنا منذ أيام قلائل مُخلِّفة وراءها سيرة حسنة وذكرى عطرة، ونموذجاً طيباً في حسن الخلق، ورفيع الشمائل، لا أقول ذلك لكوني قد أكرمني الله بأنها رفيقة لحياتي، ولكن كلمة الصدق ينطق بها كلُّ من عرفها مسلمة حريصة على إيمانها، تُزين أفعالها بمكارم الأخلاق، وطيب الفعال، والحرص على فعل الخيرات، والحث على المكرمات، ومحاسن الأخلاق، يذكرونها دائما في العائلة بالساعية نحو كل خير، والحافزة نحو كل تسامح وتعاون، والتعاطف بين الأرحام والتآلف، فرحمك ربي رحمة واسعة وأسكنك فسيح الجنات، وعزاؤنا فيك ما تركت من سيرة معطرة بمحاسن الفضائل، وما تركت خلفك من ذرية صالحة فاضلة تشربت منك ومن زوجك الذي سبقك إن شاء الله إلى جنة الخلد (أبا عبدالرحمن) كل ما ينفع من كريم الخصال فصاروا ثروة لكم بعد الممات في إطار ما بشر به سيد الخلق صلى الله عليه وسلم حين قال: (.. وولدٌ صالح يدعو له).
إن فُجاءة انتقالك إلى حيث الحياة الآخرة إلى رحمة الله ورضوانه إن شاء الله قد جعلتنا أمام درس قد ينساه البعض أحياناً في زحمة الحياة ذلك الدرس الذي يجب أن يضعه كل مسلم نُصب عينيه قد نبهنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن عمر رضي الله عنهما حين قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل) وكان ابن عمر يقول: (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك) رواه البخاري.
فرحمك الله يا أم عبدالرحمن، وأسكنك الله بكرمه ورحمته وغفرانه وفضله في الدرجات العلا من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
وكيل الوزارة بوزارة الثقافة والإعلام - سابقاً