Al Jazirah NewsPaper Wednesday  26/05/2010 G Issue 13754
الاربعاء 12 جمادىالآخرة 1431   العدد  13754
 

الملك عبد الله ذو القلب الرحيم
عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف

 

وأحسن أخلاق الفتى وأجلها

تواضعه للناس وهو رفيع

يمر بالإنسان في أيام حياته لحظات لا تنسى ومشاهد جميلة تؤنس البصر، وتبهج النفوس وتمطر القلوب فرحة وغبطة وسرورا، فبينما هممت بالخروج من منزلي بحريملاء لأداء صلاة العصر يوم الاثنين 19-5-1431هـ لحظت بعيني على شاشة التلفاز منظراً أبوياً حنوناً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز الذي تربّع حبه على قلوب الملايين من البشر داخلياً وخارجياً، فقد جبله المولى على التواضع، وعلى حب الضعفة، والمساكين، والإنصات بكل لطف إلى مطالب المحتاجين من أرامل وأيتام، وتيسير لأمور المسلمين... والحرص التام على تطوير البلاد مدنها ومحافظاتها علمياً وصحياً، وتنموياً في كافة مناحي الحياة.. التي تهم المجتمع السعودي.

فأخذ - يحفظه الله- يداعب الطفلين التوأم السيامي الأردني ويمد يده الكريمة بكل حنان وتواضع ورأفة بإطعامهما الحليب.. بعد نجاح فصلهما على يد الشاب المواطن الدكتور عبدالله بن عبد العزيز الربيعة والفريق الطبي معه - أعانهم الله جميعاً على أداء رسالتهم الشريفة -، والحقيقة أن ذاك الموقف الإنساني الحاني الذي يتجلى ويتحلى به الملك عبدالله بن عبد العزيز يشد الناظرين له بكل مشاعرهم ووجدانهم فرحاً وغبطة وحمداً لله على توالي النجاحات الباهرة في إجراء العديد من عمليات فصل التوأم الذي نيف على سبع وعشرين حالة من عدة أقطار من بقاع الدنيا، في ظل حكومتنا مقصد المحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة والعامة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وعضديه سلطان ونايف، بل وجميع أعوانهم المخلصين.

فأبو متعب يستعذب إنفاق الأموال الطائلة مهما بلغت لإنجاح العمليات الدقيقة جداً رجاء المثوبة من رب العباد، ورحمة بمن قدموا إلى الدنيا بتلك الحالات التي تدعو إلى الرحمة والشفقة بهم.

فالملك - متعه الله بالصحة - يتابع مثل تلك الحالات باهتمام أولاً بأول ليطمئن على نجاح العملية مع احتضان أولياء أمورهم ومرافقيهم بضيافة الحكومة حتى يغادروا البلاد مسرورين، وحاملين أجمل الذكرى وداعين لولاة الأمر بالسعادة ومضاعفة الأجر لهم وللفريق الطبي، وفي مقدمتهم الدكتور عبد الله الربيعة بدوام التوفيق والنجاح المتواصل لخدمة وطنهم وأهله، والعمل الإنساني لمن يؤم هذا الوطن من ذوي الاحتياجات والجراحات الدقيقة.

ونحمد الله أن هذا الفريق الطبي قد تكللت أعماله بالنجاح، والتفوق الجراحي النادر، فأكسب البلاد السعودية سمعة طيبة مشرفة جعلتها تقف عالية القامة في مصاف الدول العالمية المتقدمة طبياً في مجال الجراحات النادرة الدقيقة، وكل ذلك بفضل الله ثم بفضل ولاة أمر هذا الوطن الذي يولون القطاع الصحي جل اهتمامهم بالدعم المالي الوافر.. وبالكوادر الوطنية والخارجية، وبالمباني والأبراج العملاقة للمصحات داخل المدن والمحافظات التي تباهي أرقى بلاد العالم تصميماً وتأثيثاً.

فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله

ولو سكتوا أثنت عليك (الحقائق)

ولكن مع ذلك كله فكثافة السكان وتنوع أمراض العصر وكثرة حوادث السير من المراكب الأرضية جعلت المستشفيات تضيق ولا تستوعب الكم الهائل من المرضى على اختلاف أجناسهم، بل وحتى المستشفيات الخاصة رغم ارتفاع التكلفة على المرضى. فالتوسع في إنشاء المستشفيات المركزية في كبريات المدن مطلب حضاري ملح مع تزويدها بكوادر طبية متخصصة في أقرب فرصة؛ لأن شح السرر والغرف هو ما يعانيه الكثير من المواطنين، فالدولة - أعزها الله - لم تألُ جهداً في تحقيق ما ينفع المواطنين والمقيمين عموماً في جميع متطلبات الحياة عامة، والتعليم والصحة خاصة، فتحقيق ذلك كله منوط بالمسئولين في كل قطاع، وهو الهدف الأسمى لولاة أمر هذا الوطن ممثلاً في مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز متعه الله بكامل الصحة والمسرات مردداً هذا البيت:

فاسلم ودم سعيداً مهنأً

فحظ الورى في أن تعيش وتسلما

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد