الجزيرة - سعيد الزهراني
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أمس عن مبادرة برنامج وطني مستقل لتطوير التراث في المملكة يستمر لمدة خمس سنوات، وله مجلس إدارة وشركاء من وزارة الشؤون البلدية والقروية وعدد من الجهات المعنية بالتراث العمراني، ويهدف إلى التركيز على مواقع التراث العمراني ذات الأهمية التاريخية, مشيراً إلى أن من أبرزها جدة التاريخية وذلك بدعم من سمو أمير المنطقة وسمو محافظ جدة والتنسيق مع سموهما.
وأشار سمو الأمير سلطان بن سلمان في مداخلته في حلقة نقاش تطرقت حول تجارب المدن في المحافظة على التراث العمراني والتي ترأسها صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، وشارك فيها عدد من أمناء المدن السعودية وأخرى عربية وإسلامية، إلى أن هناك فرقاً واضحاً بين العمارة الحديثة والقديمة، مبيناً أن المباني التاريخية والتراثية في الدمام على سبيل المثال لا يدرس نظامها المعماري في مدارسنا في الوقت الحالي.
وقال سمو رئيس الهيئة إن المباني التاريخية فيها الكثير من العلوم والتصاميم والرؤية وأكثر تواضعاً وبساطة مما يُسمى بالعمارة الحديثة، ولم تبن هذه العمارة من أجل مصمم بعينه.. بل لأجل البيئة المحلية. مضيفاً سموه: «ليس هناك مبانٍ حديثة وقديمة.. بل هناك مبانٍ جيدة وأخرى سيئة، والمباني التاريخية لطالما خضعت للتجديد والترميم حتى تتناسب مع الحقبة التاريخية».
وأضاف سموه: «قد لا تتشابه المباني التاريخية للفترة الإسلامية القديمة مع ما نراه من مبانٍ مذهلة في إسطنبول والتي تنتمي للعصر البرمكي، فالمباني تتحرك نحو التطوير، والفشل الذي نواجهه اليوم وبخاصة في المملكة، هو أن التعليم لم يكن واضحاً بالنسبة للمعماريين حتى يدفعوا بالتصاميم المعمارية إلى أعلى مستويات التقنية لتتناسب مع البيئة المحلية».