(الجزيرة) - شالح الظفيري
خسر سوق الأسهم المحلية مبلغ 86 مليار ريال في انخفاض بنسبة 6.75% من قيمته واكتست كل القطاعات باللون الأحمر عدا قطاعي التجزءة والزراعة والتغذية فيما كان قطاع البتروكيماويات أبرز الخاسرين وتأتي هذه الانخفاضات متأثرة بعوامل خارجية ومتزامنة مع ما تشهده الأسواق العالمية من انخفاضات بفعل أزمة اليونان وبروز مؤشرات تباطؤ التعافي في الاقتصاد العالمي جزاء الأزمة المالية العالمية وفي وقت لم يكن هناك أي سبب محلي من أسباب ارتكاسة السوق.
وكانت السوق المالية المحلية قد شهدت نوعا من الاستقرار منذ نوفمبر عام 2008 بعد الانهيار الكبير في فبراير 2007 بسبب الإجراءات التنظيمية واللوائح التي أصدرتها هيئة سوق المال واختفاء شركات المضاربة التي كانت وراء كثير من الفقاعات السعرية وحدوث الفجوات والانهيارات في السوق بينما عاد مسلسل التقلبات الحادة في الاتجاه الهابط مطلع شهر مايو الحالي ومتزامنا مع أزمة اليونان وتراجع أسعار خامات النفط عالميا وبروز مخاوف من تراجع الطلب على المنتجات البتروكيماوية. وأوضح المحلل الاقتصاد عبد الحميد العمري أن التصحيح كان متوقعا ولكن ليس بهذه الصورة وقال إن الخسائر التي تكبدها السوق اليوم هو استمرار للسلبية التي أظهرها منذ بداية الشهر وكانت متوقعة بعد الصعود الذي وصل إلى قرابة 12% منذ بداية السنة ولكن مما زاد الأوضاع تعكرا وصعوبة بالسوق هو التطورات السلبية التي ظهرت في منطقة اليورو وخاصة في اليونان وكان متوقع تصحيحات مابين 5 % إلى 8 % في السوق ولكن قوة الهبوط كانت بسبب الأوضاع الصعبة التي تمر بها منطقة اليورو وهذا أعطى انعكاسا سلبيا على الأسواق جميعها وليس فقط السوق السعودية والسؤال الذي يُطرح لماذا السوق السعودية بشكل أكبر طبعا هذا يعود إلى الصورة القديمة التي تحدثنا بها أكثر من مرة فسوق المال السعودية تعيش مستوى متدنٍ من كفءة التسعيرة وبالتالي تأخذ الأمور بشكل مبالغ وأحيانا بشكل عشوائي كما حدث اليوم فالأسواق بالخارج كانت خسائرها تتراوح مابين 2% إلى 2.5% والتراجعات التي حدثت في أسعار البترول ووصلت إلى 3% ولكن سوقنا أبى إلا أن يكون التفاعل بالنسبة للأسعار أو التأثيرات السلبية بشكل مضاعف ولهذا وصل أمس إلى ما يقارب 7 % فالفاتورة التي دفعها السوق أمس بلغت تقريبا 86 مليار ريال من القيمة الرأسمالية مما يعني بلوغها الفاتورة التي دفعها السوق منذ بداية الشهر إلى يوم أمس تقريبا نتيجة للظروف التي ذكرتها فقد وصلت إلى 242 مليار أي بنسبة تقريبية 18% هذا فقط في أقل من شهر وهنا طبعا نتحدث عن خسائر السوق لم يقارب خمس قيمته السوقية بسبب الأوضاع التي ذكرتها سواء كانت بسبب الأخبار السلبية من الخارج أو نتيجة للتشوهات التي يعيشها هيكل السوق من ضعف الكفاءة وضعف كفائه التسعير بالنسبة لأسعار الأصول. وأضاف العمري أن النزول يمكن أن يستمر إن لم يستطع المؤشر العودة فوق 5913 كإغلاق أسبوعي اليوم هذا يعني أن هناك مزيد من النزيف الحاد الذي سوف يتعرض له السوق.
وتوقع العمري في ظل هذه الأوضاع التي نعيشها وعدم وجود أي تغيرات إيجابية لصالح الصعود فسوف يستمر بمزيد من النزول وليس فقط بمنظور الأسبوع القادم بل نتحدث على منظور 3 إلى خمس شهور قادمة ستكون الأوضاع صعبة بالنسبة للسوق السعودية وحتى بالنسبة للأسواق في الخارج.