عنوان هذا المقال هو شعار المؤتمر الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية، الذي أطلقته الهيئة العامة للسياحة والآثار شعاراً لمؤتمرها، المنعقد هذه الأيام في مدينة الرياض خلال الفترة من 8 -14 جمادى الآخرة (22 - 25 مايو). ومعنى الشعار يستحق التأمل ويدعم الفكرة، ناهيك عن المؤتمر نفسه الذي يشارك فيه أكثر من 57 دولة عربية وإسلامية وعالمية، كما يمثل فيه 34 وزير دولة عربية وإسلامية، علاوة على حضور 10 رؤساء منظمات وهيئات دولية.
وعلى المستوى العلمي سيتم طرح أكثر من 100 بحث من أصل 1000 ورقة قُدِّمت للمؤتمر، وهناك 800 متحدث ومشارك ومسجل دولي ومحلي، عدا النشاطات الأخرى المصاحبة للمؤتمر التي فُعِّلت على مستوى الإعلام ووزارة التربية والتعليم ومحافظات المملكة.
مَنْ تسنى له حضور افتتاح المؤتمر وبعض جلساته يدرك تماماً أن الجهود التي بذلتها هيئة السياحة والآثار جهود مميزة وتستحق الشكر؛ لأنها تُسلِّط الضوء على قضية تستحق العناية والاهتمام؛ فقد خلَّف العرب والمسلمون تراثاً معمارياً ضخماً، لعل بقاياه المعبرة توضح ذلك، كما هو الحال في قصر الحمراء في غرناطة والجامع الكبير في قرطبة والجامع الأموي في دمشق والمدرسة المستنصرية في بغداد..
وإذا أردنا أن نتحدث عن جزئية تهمنا هنا في المملكة فيمكننا القول إن المملكة بمناطقها الشاسعة تضم تراثاً معمارياً متنوعاً يتناسب مع بيئاتها، لكن المؤسف هو ما شهده التراث المعماري المحلي من إهمال وتدمير أحياناً، وهو تراث كان يُفترض، بل يجب، أن نحافظ على بقاياه، وأن يُعاد تشكيله بحيث يمكن الاستفادة منه في المعمار الحديث. وصحيح أننا تأخرنا كثيراً في الحفاظ على تراثنا المعماري المحلي إلا أن الواضح أن هيئة السياحة تسعى جادة في هذه الأيام إلى الاحتفاظ بما تبقى منه وحمايته من التدمير. ولا شك أن جهود هيئة السياحة والآثار تحتاج إلى دعم كبير؛ حتى تتمكن من صيانة وترميم وحفظ ما تبقى من هذا التراث المعماري المنتشر على رقعة المملكة العربية السعودية.