الرياض - أحمد القرني
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي مساء أمس إطلاق برنامج شركاء الجمعية بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض وبحضور أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء والفضيلة العلماء وشركاء الجمعية الداعمين.
هذا وقد كان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل المشرف العام على الجمعية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وأعضاء الجمعية، ثم قام سموه الكريم بتكريم شركاء الجمعية بينهم صحيفة الجزيرة كشريك رئيسي، حيث سلم سموه درع التكريم لنائب رئيس التحرير الأستاذ فهد العجلان وأخذ صورة جماعية معهم.
عقب ذلك بدأ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم أطلق سمو أمير منطقة الرياض الشعار وعرض فيلم وثائقي عن مرض الفشل الكلوي، ثم ألقى المشرف العام على الجمعية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان كلمة قال فيها:
يسعدني باسم منسوبي جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي والمتعاونين والمتطوعين معها وجميع مرضى الفشل الكلوي في المملكة، أن أرحب بكم وبشركاء الجمعية من أجهزة حكومية وشركات ومؤسسات عامة وخاصة، والذين سيمكنون الجمعية من الاستفادة من المنافذ الموجودة لديهم لتسهيل وصول رسالتها وخدماتها للمجتمع.
مشيراً أننا نلتقي هذا المساء لنطلق حملة توعوية عن مرض الفشل الكلوي، وحملة مستدامة لجمع التبرعات عبر الجوال..
وهذه الآلية كانت الجمعية أول المبادرين باستثمارها، فقد وجدناها وسيلة علمية وسهلة لجمع التبرعات واستدامتها، سواءً عبر الاشتراك الشهري، أو عبر التبرع لمرة واحدة، فهي تحقق الوصول إلى أكبر عدد ممكن من أهل الخير من المتبرعين والمتبرعات.
وفي السنتين الماضيتين ومنذ أن باشرنا جمع التبرعات عن طريق الجوال حققنا الكثير من الإيجابيات، فقد وصلنا إلى أهل الخير من المتبرعين والمتبرعات في جميع المناطق، كما تمكّنا من إيصال رسالة الجمعية إلى الداعمين وإلى المرضى المحتاجين، وهذا الانتشار انعكس على ثقة المجتمع بالجمعية وبرامجها.
كما أن هذه العلاقة الواسعة مع الجميع أكدت لنا مدى أهمية العمل التطوعي لخدمة العمل الخيري، فقد نهضت الجمعية بجهود الخيّرين من المتطوعين في مختلف التخصصات، وهذا مكننا من إنفاق (98%) مما يردنا على المرضى مباشرة، وهنا لابد من الإيضاح أن شركات الاتصالات لا تتقاضى أي أجور مقابل إتاحتها التبرعات عبر الجوال، وهذه مساهمة كبيرة تقدمها هذه الشركات في إطار حرصها على دعم العمل الخيري والإنساني، فلها الشكر والثناء.
وأكد سموه أن النجاح الذي حققه مشروع جمع التبرعات عبر الجوال حفزنا على إطلاق مشروع الشراكة الدائم مع الأجهزة الحكومية والشركات والمؤسسات العامة والخاصة، وبالذات ممن تتوافر لديهم قنوات ومنافذ التواصل الواسع مع المواطنين والمقيمين، ونحمد الله، فقد استجاب لمشروع الجمعية أكثر من (113) منشأة، وإننا على ثقة بأننا سنصل - بمشيئة الله - إلى شرائح جديدة من الخيرين والخيرات، وثقتنا هذه يسندها ما لمسناه من تجاوب كريم وسريع من قيادات المنشآت المشاركة في الحملة.
وأنت الباذل للنفس واليد والوقت للعمل الإنساني، أنت وفي أغلب المناسبات التي ترعاها، تؤكد دائما على أن الجميع في بلادنا، مملكة الإنسانية لن يترددوا في البذل والدعم إذا تأكدوا أن زكواتهم وصدقاتهم وتبرعاتهم تذهب في مصارف ومسارات الفقر والحاجة.
وبما أنك ترعى هذه الجمعية وتمدها بالدعم والتوجيه، فقد حرصنا على أن نضع هذه القناعة أمامنا ونحن نتجه إلى المحتاجين بالبرامج الواضحة والشفافة.
ولتكريس هذا المنهج.. منهج الوضوح في عملنا، نسعى إلى أن تكون أعمالنا خاضعة لعقود واتفاقيات شراكة وتعاون مستدامة وواضحة مع كل من يهمهم دعم المرضى والمحتاجين.. وفي الأيام الماضية وقعنا (28) اتفاقية مع عدد من الجمعيات الخيرية في مناطق المملكة، وفي القريب العاجل ستصل إلى أكثر من (40) اتفاقية شاملة جميع مناطق المملكة، وتحت مظلة هذه العلاقة النوعية الجديدة ستتحمل جمعية الأمير فهد بن سلمان تكاليف علاج مرضى الفشل الكلوي المسجلين في هذه الجمعيات، وفي المقابل تتولى هذه الجمعيات تقديم الدعم الاجتماعي والإنساني للمرضى، ونرجو أن يسهم مسار التعاون هذا في تعظيم المنافع للمرضى وتقليل تكلفة التشغيل للجمعيات، وهذا ما تهدف إليه هذه الاتفاقيات.. إنها مبادرة في سبيل تنسيق العمل الخيري.
إننا على يقين أنكم جميعا لديكم الصورة الذهنية الواضحة لحجم المعاناة والألم الذي قدّره الله - سبحانه وتعالى - لإخواننا وأخواتنا المرضى.
فالمريض يمضي الساعات كل أسبوع على سريره مستسلماً لمعاناة المرض، وفي هذه اللحظات الصعبة يتطلع إلى أن نكون جميعاً سنداً له في محنته.
وباسم كل الأجساد المعذبة أدعو كل واحد منا إلى دعم حملة التبرع، كلُّ حسب إمكاناته.. ورسولنا العظيم (صلى الله عليه وسلم) يقول: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وهو شعار هذه الحملة.
وكل ما يحتاج إليه المرضى مبلغ بسيط مقطوع هو (12) ريالاً شهرياً. وهذا القليل الدائم في السنتين الماضيتين عمل الكثير للمرضى، فقد وصلت التبرعات إلى (63) مليون ريال، وتم إجراء أكثر من (200 ألف) جلسة غسيل دموي لأكثر من (700) مريض، ولدينا الآن ما يقارب (200) ألف مشترك دائم، وتبرع للجمعية لمرة واحدة (مليونان ونصف المليون) متبرع ومتبرعة، وبلغ عدد المتبرعين لعدة مرات أكثر من (مليون وثلاثمائة ألف) متبرع ومتبرعة.
إن ما نود تحقيقه في هذه الحملة، هو زيادة الوعي بمرض الفشل الكلوي وأسبابه وطرق الوقاية منه وطرق علاجه في سبيل الحد من الإصابة به، وذلك لصعوبة التعايش مع هذا المرض من الناحية العلاجية والاجتماعية. كما نود حث المشتركين في خدمات جميع شركات الاتصالات في المملكة على التبرع الشهري، وذلك لأن زيادة عدد المشاركين بالتبرع الشهري ستمكن الجمعية من الاستمرار في علاج مرضى الفشل الكلوي الحاليين، والالتزام بقبول المزيد من المرضى تمشياً مع البرامج التوسعية المستقبلية للجمعية في مناطق المملكة كافة. وندعو أيضاً الأجهزة الحكومية والشركات والمؤسسات العامة والخاصة، التي لم تشاركنا في هذه الحملة، إلى المبادرة بالمشاركة فيها، حيث ما زال الوقت متاحاً لذلك.
ثمّة معان نبيلة يبثها العمل الخيري الإنساني في نفوس الدائبين عليه، ومن ذاق حلاوة العمل الخيري تشتاق نفسه وتتوق إلى مجال جديد، وتحد أكبر، وما نأمله، هو أن نوفق في الجمعية مع شركائنا إلى توسيع دائرة العمل الخيري التكاملي الاحترافي والمهني الذي يعكس النقلة النوعية الجديدة لعمل القطاع الخيري والإنساني، ومما يعزز التنمية الاجتماعية المستدامة لبلادنا - حفظها الله وأدام استقرارها وعزها - في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي عهده الأمين، وسمو سيدي النائب الثاني.
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الكلمة التالية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.
أيها الإخوة والأبناء الحضور..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لقد دأبت حكومة هذه البلاد ولله الحمد بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء - حفظهم الله - على ترسيخ مفهوم مملكة الإنسانية الذي أصبح ولله الحمد جزءاً من ممارساتنا وسمة من سماتنا وهو مبدأ يقوم على حب الخير للبشرية بين أفراد ومؤسسات المجتمع وتعزيز روح التعاون بينهم.
أيها الإخوة الأبناء..
لقد سعت جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي إلى تجسيد هذا المفهوم الإنساني النبيل في برامجها التي تقدمها لخدمة مرضى الفشل الكلوي المحتاجين للعناية الطبية الضرورية للبقاء على قيد الحياة في مناطق ومحافظات المملكة متى كان ذلك ممكنا، وإيصال خدماتها لكل مريض في هذه المناطق دون أن يتكبد عناء السفر من مقر إقامته.. كما أن الجمعية بالتعاون مع شركائها ستقوم بإيصال رسالتها لكل مواطن ومقيم للمساهمة في توفير الموارد المالية الضرورية لتمكين الجمعية من تقديم خدمتها وبرامجها بما يحقق خدمة صحية تليق بهؤلاء المرضى.
الإخوة شركاء الجمعية..
إن مساهمتكم اليوم في مشروع الشراكة لبرنامج رعاية غسيل دموي لمرضى الفشل الكلوي المحتاجين لهو دليل على ما يتمتع به مجتمعنا ولله الحمد، أفراداً ومؤسسات حكومية وخاصة من إيثار وحب للأعمال الخيرية النافعة لأبناء هذا الوطن بصفة عامة ومرضى الفشل الكلوي بصفة خاصة، وترجمة حقيقة للمبادئ الإنسانية النبيلة لهذه البلاد.
إن مرضى الفشل الكلوي في جميع مناطق المملكة يحتاجون منا جميعاً إلى مزيد من التفاعل والمساندة والدعم الذي سيعينهم ويهون عليهم بإذن الله رحلتهم العلاجية الطويلة والمرهقة مادياً وجسدياً.
أيها الإخوة الأبناء..
لقد تحدث سماحة المفتي عما يجب علينا تجاه عقيدتنا الإسلامية من التعاون والتعاضد في سبيل الخير.
وفي الختام أشكر كل من ساهم ويساهم معنا في مساعدة هذه الجمعية لتحقيق أهدافها الإنسانية النبيلة لتقديم الدعم والرعاية لمرضى الفشل الكلوي والرقي بالخدمات المقدمة لهم في جميع مناطق المملكة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عقب ذلك أعلن عن تبرع سموه وأبنائه وأحفاده بمبلغ 2 مليون ريال لصالح جمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي الخيرية.
ثم قام سموه الكريم بإطلاق حملة التبرع لمرضى الفشل الكلوي برسالة نصية قصيرة عبر جوال سموه.
ثم قام سماحة المفتي بإرسال رسالة تبرع، تلاه سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز برسالة مماثلة.
ثم تسلم الأمير سلمان بن عبدالعزيز درع الجمعية من سمو المشرف العام على الجمعية الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز ثم ودع سمو أمير الرياض بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.