يتزامن صدور العدد الجديد لمجلة (ترحال) مع انعقاد المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية، وهذا الحدث يعدّ الأول من نوعه في مجال التراث العمراني الإسلامي، ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما على المستوى الدولي.
وفي مواكبة لا يمكنها إلا أن تكون متواضعة مقارنة بضخامة الحدث تصدر (ترحال) مع هذا العدد ملحقاً خاصاً بالتراث العمراني في المملكة.
وانطلاقاً من أهمية التراث العمراني؛ باعتباره يمثل هوية حضارية للشعوب، فقد جاء هذا الملحق ليوثق مواقع أثرية قلَّما يتم الكشف عنها، وبهذا جاء الملحق هدية من (ترحال)، إيماناً منها بأهميته، ودعوة لقراءة ما تزخر به السعودية من كنوز لا بد من البوح بها، والحفاظ عليها.
فعلى صفحاته المحدودة لا يمكن لجولتنا على المعالم العمرانية التاريخية في المملكة إلا أن تكون كذلك، فاقتصرت على عدد من النماذج المحدودة، لكنها تبقى معبرة عن غنى هذا التراث وتعدد ألوانه والخصوصيات المميزة له.
من خلال تجوال (ترحال) عبر التراث العمراني في أرجاء المناطق السعودية في ملحقها الخاص سعت إلى اطلاع القارئ على أهمية التراث العمراني، ودوره في تشكيل مختلف أوجه السياحة، إضافة إلى التوعية بضرورة الحفاظ عليه؛ إذ إن مسألة الحفاظ على التراث العمراني أصبحت جزءاً من ثقافة عالمية هدفها الحفاظ على الموروث البشري، حتى تتمكن الأجيال القادمة من الإفادة منه.
وعلى وقع الخطى تنقلت موضوعات ملحق التراث العمراني من موقع أثري إلى آخر، كان أهمها عين زبيدة، هذا المشروع الذي ولد عملاقاً في وقته واستمر عملاقاً، وكثير من مناطق المملكة جمعت في البلدات التراثية، التي تحكي لزائرها عن حياة الماضي، فهناك بلدات جبة والمذنب والغاط، التي تروي قصص الأجداد في وسط البلاد.
وعبر ما تقدمه (ترحال) من وقفات أثرية داخل ملحقها فهي بذلك تدعو كل قارئ إلى أن يشد الرحال لزيارة تلك الأماكن وغيرها؛ فالزيارة غنى ثقافي ومتعة، كما أنها تشجيع لهذه المباني لتظل شامخة، وتشجيع للأجيال القادمة في الإسهام في حفظها والعناية بها؛ فهي جزء مهم من ذاكرة الوطن.
