لم يكن الاهتمام بالسياحة في المملكة من الأمور المطروحة قبل أكثر من عقدين من الزمان بحكم عدم الوعي في تلك الفترات بأهميتها ودورها في دعم الاقتصاد الوطني لأي دولة، فهناك كثير من الدول الأجنبية وكذلك الدول العربية من تعتمد على السياحة .....
.....في دخلها القومي، والذي يمثل داعماً مهماً لميزانيات تلك الدول.
وهذا المفهوم الذي تطور مع حرص الدولة على إنشاء جهاز يتبنى شؤون السياحة باسم الهيئة العليا للسياحة جعل المنطق الرئيس تحقيق مستهدفات أهمها دوران رأس المال السعودي داخل المملكة إذا ما تراجع الإقبال على السياحة الخارجية، ومن ثم تحقيق دخل محلي من خلال تشجيع السياحة الداخلية، الذي أدى إلى الالتفات للمناطق السياحة المهمة والتي كان على رأسها عند إنشاء الهيئة: أبها، والطائف، والباحة، ثم بدأ بعد ذلك الالتفات إلى مدن أخرى كثيرة في المملكة.
ولكن الملاحظ عند إنشاء جهاز السياحة في المملكة أن هناك مدناًً كانت قد بدأت نشاطاتها السياحية الفعلية، ولو كان من خلال تشجيع رجال الأعمال على بناء بنية تحتية للمشروع القادم، وهذه البنية كانت من أهم الأمور التي ينبغي أن تكون موجودة في أي مدينة سياحية، كانت أبها، بالاهتمام الكبير الذي وجدته من أميرها في ذلك الوقت صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي خلق تحولاً حقيقياً في تلك المنطقة التي ترتفع بعض مدنها إلى ما يضاهي الثلاثة آلاف قدم عن سطح البحر، كمنطقة السودة التي عرفت بمناطحتها للسحاب، ثم الطائف وما وجدتها كذلك من محافظها النشط الذي أحبها كثيراً فهد بن معمر، وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود في منطقة الباحة التي تعتبر ثالث المناطق التي اهتمت بالسياحة على مستوى المملكة.
جاء الأمير سلطان بن سلمان بوعيه الكبير، وثقافته العالية في هذا المجال ليخلق بيئة صحية لهذا الجهاز، تمحورت من خلال وضع الإستراتيجيات القصيرة والمتوسطة والبعيدة، وهذا العمل المعتمد على التخطيط هو الذي سنجني ثماره، فبدون تخطيط يفتقد أي مشروع لتحقيق النجاح، جاء أمين عام الجهاز ليشجع كافة المشاريع التي تحققت، ثم يشجع المناشط التي عملت في فترة ما قبل جهاز السياحة لكنه في المقابل اتفق مع الشركاء على وضع البصمات المعتمدة على التخطيط الإستراتيجي، البصمات التي تجعل من عملنا في هذا المجال يحقق أهدافه خلال فترات محددة، ولهذا يلمس الجميع النقلات الكبيرة التي يحققها هذا الجهاز المعتمد على تدريب العاملين، وتطويرهم، وتعريفهم برسالتهم الحقيقية ثم إيصال هذه الرسالة للجمهور عبر وسائل الإعلام المختلفة من خلال إدارة متخصصة في هذا الشأن.
هذه الخطوات كلها خطوات غاية في الجمال، وغاية في الإدهاش الحقيقي، إنما ما نحتاج إليه في هذه المرحلة هو الوعي بالرسالة السياحية، الوعي بهذا المفهوم من قبل أبناء الوطن، حتى لو قال قائل إن العاملين في الميدان السياحي من كبار الموظفين في الفنادق إلى سائقي السيارات والتكاسي يتعاملون في الغالب مع أبناء الوطن لأن السياحة في المملكة لا تزال سياحة محلية، ولم تستقطب بعد وفوداً من خارج المملكة إلا بالنزر اليسير جداً لكنه ومع ذلك يحتاج العاملين في الميدان إلى المزيد من الوعي بطريقة التعامل مع السائح المحلي الذي يتنقل في أشهر الصيف على وجه التحديد بين مدن المملكة الأكثر اجتذاباً له بما تتميز به من توفير خدمات، ومن أجواء جميلة، سائق التاكسي بحاجة إلى دورات، أقصد السائقين الذين يعملون في المناطق السياحية، وموظفي الفنادق كذلك، والعمال، والموظفين الذين يعملون في المنتزهات، وحتى في الشقق المفروشة، كل هؤلاء هم الواجهة التي يراها الزائر والسائح، هو بحاجة إلى الكثير من العناية، الكثير من الإحساس بأهميته، بأنه زبون وزبون مهم، والزبون دائماً على حق، بهذا المفهوم البسيط يمكن أن نوصل الرسالة لكافة العاملين في الميدان السياحي، وكذلك الاهتمام بالآثار التي بدأ جهاز السياحية يلتفت إليها بشكل واضح في السنوات الأخير وفتحها للزوار لأنها تمثل ثروة وطنية مهمة.
Kald_2345@hotmail.com