يقوم الإعلام، وليس غير الإعلام، بدور بارز في كشف أوجه القصور في أيٍّ من الخدمات التي تتولى تقديمها الجهات الحكومية والأهلية. وتختلف الوسائل الإعلامية، من قناة تلفزيونية إلى قناة تلفزيونية، ومن صحيفة إلى صحيفة، في درجة جرأتها وموضوعيتها في تناول هذا القصور. وقد تتخلَّف قناة ما أو صحيفة ما في أدائها لهذا الدور، مُخرِجةً نفسها عن مهمتها الأساسية في دعم برامج الإصلاح. وفي حالة مثل هذه الحالة، مَنْ سينتقد الصحيفة على ورقها أو القناة على شاشتها؟!

لقد قطع إعلامنا شوطاً ملفتاً للنظر في نقد المؤسسات العامة ومؤسسات القطاع الخاص، بشفافية معقولة إلى حد ما، وسوف لن يكون من السهل العودة إلى الوراء. ولذلك، وحين تغرد قناة ما أو صحيفة ما خارج سرب المواجهة والدفاع عن قضايا المواطنين، أو أن تتناول هذا الشأن بشكل محافظ، فيجب على القائمين على الإعلام المحلي، توجيههما للدخول في هذا السرب المحلق بشكل تصاعدي. ويجب على هؤلاء المسؤولين التوقف أمام كل مشروع إعلامي محلي يتهاون في أداء دوره الأول في وضع الأصبع على الجروح الإدارية والمالية والتشغيلية والمهنية والأدائية، وحثه إنْ كان يحتاج إلى حث أو توجيهه إن كان يفتقر للتوجيه أو دعمه إن كان ينقصه دعماً، لأن وجود مشروع أو كيان من هذا النوع، ربما يؤثر على مسيرة المشاريع المجاورة له، فيجرها للخلف معه.

أرجو ألاَ يضيق صدر الإعلام حينما ننتقده، فهو يطالب الآخرين دوماً بأن تتسع صدورهم للنقد.