الجزيرة) - أحمد القرني
رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق مساء أول أمس جائزة الاقتصادية لأفضل بيئة عمل سعودية للعام 2010م في الدورة الرابعة 2010 بفندق ماريوت الرياض، بحضور العديد من أصحاب المعالي والمسؤولين من القطاعين العام والخاص.
وبدأ الحفل بكلمة رئيس تحرير «الاقتصادية» الأستاذ عبد الوهاب الفايز بين فيها أنه لمن دواعي فخرنا في الاقتصادية الصدى الطيب الذي نتج عن هذه الجائزة، التي أصبحت إحدى الجوائز التي يشار إليها في قطاع الأعمال في المملكة، بل إن نجاح هذه الجائزة قد شجعنا على توسيع دائرة الشركات المشاركة لتشمل دول مجلس التعاون في الدورات القادمة إن شاء الله.
مشيراً إلى أن ما تشهده بلادنا من نهضة اقتصادية شاملة تتطلب وجود إعلام اقتصادي مسؤول يساعد على المنافسة الشريفة التي تخلق الفرص وتحسن الاقتصاد، وانطلاقا من ذلك خطت الاقتصادية هذه الخطوة إيماناً منها بالدور الذي يؤديه الإعلام في الحياة الاقتصادية.
كما أن هذه الجائزة مما يساعد الشركات على معرفة وقياس مستوى الرضا الوظيفي لدى موظفيها. ومن هذا المنطلق جاءت فكرة هذه الجائزة لتشجيع الشركات السعودية على الاستثمار في الجانب البشري بصفته أهم الموارد التي تقوم عليها المنشآت الاقتصادية.
ثم ألقى الدكتور عبد الله باعشن كلمة عن اللجنة المشرفة على الجائزة أوضح فيها بأننا نحتفل الليلة بالعام الثالث لقائمة أفضل الممارسات لمنهج إداري يأخذ بعين الاعتبار الجوانب الفنية والإدارية والإنسانية، سعياً نحو تأصيل ثقافة بيئة العمل وفقاً للتنافسية الإيجابية وتبادل الخبرات وتوفير مرجعية وفقاً لأسس ومعايير مهنية.
وبين أن العام 2009 شهد أيضاً إجراء بعض التعديلات على منهجية تقييم المنشآت المشاركة في القائمة حيث تم تعديل الوزن النسبي لمعايير التقييم الرئيسية حيث تم اعتماد تخفيض الوزن النسبي الخاص بمقياس الرضا الوظيفي إلى مستوى 70% في حين تم رفع الوزن النسبي الخاص بممارسات الموارد البشرية إلى مستوى 30%. ويرجع السبب في ذلك إلى الأهمية الكبرى لممارسات الموارد البشرية المرتبطة ببناء بيئة العمل المثالية بشكل مباشر. وعملاً بالمنهجية ذاتها التي تم اعتمادها العام الماضي، تم تنفيذ الزيارات الميدانية لكافة المنشآت المشاركة في القائمة بلا استثناء، مما يساهم في تقييمها بالشكل السليم وفقاً للآلية المعتمدة لذلك.
كما شهد العام 2009م تطوير النظام الإلكتروني الخاص بتنفيذ الاستبيانات الإلكترونية بالتعاون مع إحدى الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال حيث ساهم ذلك تنفيذ الاستبيانات الإلكترونية مع الجهات المشاركة بصورة سلسة مع تقديم العديد من الخيارات الفنية والتي كانت من الصعوبة بمكان تنفيذها في السابق.
ثم ألقى الأستاذ عارف أحمد العراك مدير وحدة عمل شركة أي بي بي السعودية كلمة الموظفين أكد فيها أن حصاد الجائزة كان بسبب وجود إدارة واعية وفرت القواعد الأساسية لبيئة عمل مثالية وصحية توفر للموظف الأسس الصلبة للإبداع والابتكار والإنتاجية العالية لتحقيق قيمة حقيقة للفرد والمجتمع السعودي، موضحا أن الشركة عملت على تحقيق بيئة عمل مثالية من خلال وضوح القوانين وتطبيقاتها على الجميع.
ثم ألقى الدكتور توفيق الربيعة كلمة عن المنشآت الفائزة قائلا يسرني باسم الفائزين بجائزة أفضل بيئة عمل لعام 2009 أن أتقدم بجزيل الشكر للقائمين على هذه الجائزة في كل من صحيفة الاقتصادية وشركة تيم ون. وقد أثبتت هذه الجائزة في فترة وجيزة تفوقها في استقطاب وزيادة أعداد المشاركين من القطاعين الخاص والعام للتنافس في توفير أفضل بيئة عمل لمنسوبيها.
وبهذه المناسبة أود أن أشيد بفتح باب المشاركة للقطاع العام لأول مرة في هذه المسابقة، والذي أثبت اهتمام القطاعات المشاركة بأهمية توفير المناخ المناسب لموظفيها لرفع الكفاءة الإنتاجية لديهم والذي سوف ينعكس بشكل إيجابي على مستوى الخدمات التي يقدموها لعملائهم.
وقد أثبتت الدراسات العلمية أن سيكولوجيات الموظفين وأنماط تصرفاتهم هي مرآة عاكسة للواقع الذي يعملون فيه وهناك علاقة طردية بين بيئة العمل وكفاءة أداء المنشأة.
ثم ألقى معالي الدكتور عبد الواحد الحميد نائب وزير العمل كلمة عن وزارة العمل أوضح فيها أن عدم ملائمة بيئة العمل تعتبر من أبرز المعوقات بالنسبة لعملية التوظيف.
وقال نسمع الكثير من الشكاوى التي يبادر بها القطاع الخاص، و أن الشاب السعودي لا يستقر في عمله بعد الالتحاق به، حيث يتسرب باحثا عن عمل آخر، وأن المتسربين يطلقون شكاوى بأن بيئة العمل طاردة، وليست مقتصرة على صعيد الأجر والمزايا المالية، حيث وصلت إلى العلاقات الإنسانية داخل المنشآت، بالإضافة إلى الإجراءات والأنظمة والحوافز، وأشار الحميد إلى أن المنظمين لهذه الفعالية التي تحتفل من خلالها الاقتصادية بالقائمة الجديدة عن أفضل بيئة عمل سعودية تبدو جميلة لسوق العمل والاقتصاد السعودي، بحيث تطلق إشاعة جديدة هي ثقافة «بيئة العمل الملائمة»، مما يجعلها تجذب السعوديين للعمل وترفع نسبة السعودة وتوطين الوظائف والقضاء على البطالة، لافتا إلى أن المنشآت التي نجحت في تحقيق بيئة عمل جيدة ستشعل بذلك جذوة المنافسة التي سيحصد الجميع إيجابياتها المنشآت، العاملون، سوق العمل، والاقتصاد السعودي بكامله، ودعا الاقتصادية إلى أن تبادر إلى الاستفادة مما توفره هذه المسابقات من معلومات، وذلك بتحليل نتائج التنافس بين المنشآت لتحقيق بيئة عمل جيدة، وسيسهم العمل في إثراء الأدبيات المتعلقة بموضوع بيئة العمل.
عقب ذلك قام سمو الأمير فيصل بن سلمان ومعالي د. الحميد بتسليم الجوائز: