جلال طالباني الزعيم الكردي والسياسي العراقي الذي يتعامل معه الكثير من العراقيين عرباً وأكراداً، وحتى تركمان.. تعاملاً أبوياً؛ إذ يشعرون أن هذا الذي تدرج وسار في مسارات العمل السياسي، ماركسياً، وقومياً كردياً، واشتراكياً دولياً، اكتسب أخلاقيات «الأب الروحي» فهو يتعامل مع نظرائه السياسيين العراقيين بشخصية الأب، هذه الأبوية ربما يفرضها كبر سن هذا السياسي الكردي الذي يجيد التحدث باللغة العربية وبلكنة محببة تثير الفرح والبهجة لدى السامع العربي.
«مام جلال» وهو اللفظ الذي يحب الأكراد وبخاصة أبناء السليمانية مخاطبته به، وهو ما يقابله بالعربي «الأخ جلال»، طيب جداً حتى أنه لطيبته تلك أصبح هدفاً لتوجيه «النكات» عنه وعليه، مستغلين التورية اللغوية والتلاعب بألفاظ اللغتين العربية والكردية، إلا أنه وبعيداً عن طيبته التي لا أحد ينكرها فإنه سياسي من الطراز الرفيع فهو محام متميز، وكان أحد القادة الحزبيين للحزب البارتي «الحزب الشيوعي الكردي» إلا أنه تخلى وابتعد عن الشيوعيين وإن كان لا يزال يتعاطف مع الحركة الاشتراكية فهو عضو في الحركة الاشتراكية الدولية، وهو من محامي الحركة التي تعارض حكم الإعدام، ولم يخف معارضته لإعدام صدام حسين، ولا حتى علي حسين المجيد الذي اتهم بقصف مدينة حلبجة إحدى مدن محافظة السليمانية بالأسلحة الكيماوية..!!!
هذا ال»مام» أو الأخ الكردي الكبير الوحيد الذي يُجمع عليه العراقيون رئيساً للمرة الثانية، ورغم أنه كردي في بلد يمثل الأغلبية العرب فيه إلا أنه يتفوق بكثير على العربي الآخر الذي يريد البقاء رئيساً لحكومة العراق نوري المالكي، ومن يريد أن يعرف الفرق بين جلال طالباني ونوري المالكي يعود لما فعله الرجلان أثناء الأربع سنوات المنصرمة التي مارسا فيها الحكم..!!
jaser@al-jazirah.com.sa