لقد تطرق بعض الفلاسفة إلى العلاقة الوثيقة بين الإنسان والمكان، وكيف أن المكان قد يصبح جزءاً أساسياً من كيان الشخص يصعب الفكاك منه، ويظل هذا الترابط ملازماً له مدى حياته مهما مر على الإنسان من أفراح وأتراح لها علاقة بهذا المكان...
أتى كاتب هذا المقال مع عائلته إلى الرياض في عام 1382هـ وهو شاب ولا يزال فيها حتى الآن وقد بلغ من العمر ما بلغ. وكانت الرياض عند القدوم إليها مدينة صغيرة، أحياؤها متلاصقة وأغلب بيوتها مبنية من الطين.. و... الخ.. وفي تلك الفترة وحتى يومنا هذا واسم الرياض مرتبط باسم سلمان فكأن الرياض هي سلمان، وسلمان هو الرياض، فصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - سلمه الله - كان قبل تلك الفترة وحتى وقتنا الحاضر هو أمير مدينة الرياض ومسؤولها الأول، فالرياض جزء من كيان سلمان، وما حدث في الرياض من تطور ونمو ومكانة لابد أنها قد مرت بفكر سلمان قبل حدوثها، ونعتقد أن الرياض وهمومها، وأفراحها وأتراحها ملازمة للأمير سلمان في أي مكان كان هو، ونعتقد أيضاً أنه لا يوجد حارة أو شارع أو جامعة أو مصنع في مدينة الرياض إلا وقد مر عليها سلمان، وأرشد ونصح، وعاتب وشكر.. ونعتقد أيضاً لو أن الرياض وأحياءها وشوارعها وجامعاتها لو نطقت لنطقت بالتحية والإجلال للأمير سلمان لأنه هو بسهره ودأبه وتصميمه أوصلها ما وصلت إليه من تقدم ورقي.
إن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وعلاقته بمدينته مدينة الرياض تعتبر من وجهة نظرنا المثال البين الواضح على علاقة الإنسان بالمكان، وكيف أن المكان يلعب أدواراً مهمة في حياة الإنسان.. أنا كاتب هذا المقال ومعي من كان في جيلي وأتيحت له الفرصة أن يعيش في الرياض من تلك الفترة وحتى اليوم لابد أنه يعلم علم اليقين أن ما حدث من تطور لمدينة الرياض هو نتيجة لفعل وعمل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان، فسلمان ابن الرياض، والرياض مدينة سلمان، فلو مرضت الرياض - لاقدر الله - لمرض سلمان، فهي هو وهو هي..