تحاول بعض الجهات إيهامنا بأنها حريصة على الدخول في معاركنا الحامية الوطيس لمكافحة التدخين، عبر جهود تتسم بالوظيفية الروتينية: «يعني عن قولة ما سوينا» ! لكن المعارك من هذا النوع لا يجدي معها البرود الوظيفي ولا الظهور بمظهر والإتيان بمظهر آخر. إنها معارك حياة أو موت، فإما أن تنجح وتنقذ المدخن أو مَنْ سيكون مدخناً، أو تفشل وتتركه يغوص في رحلة ملوثة بالسم ومنتهية بالأمراض المستعصية، التي ستكلف المدخن حياته، وربما حياة من حوله، كما أنها (أي الرحلة) ستكلف دولته مبالغ لا يمكن لمدخن، حتى وهو في أقصى درجات تكيفه، أن يتخيل حجمها.

جهود وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي في هذه المعركة، لا تزال قاصرة، فأعداد المدخنين من طلبة المراحل المتوسطة والثانوية والجامعية، من الجنسين، لا تزال في ازدياد مستمر. جهود وزارة التجارة وأمانات المدن ووزارة الصحة، لا تزال في مراحل متأخرة، فالمطاعم والأسواق المركزية والفنادق والمحلات والصيدليات وحتى المستشفيات، تعج بكل أنواع المدخنين، دون حسيب أو رقيب. جهود وزارة الثقافة والإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب، لا تزال متواضعة، فالأفلام والنقل المباشر للمباريات لا تزال تطرح صورة النجم المدخن.

متى إذاً نشهد تطبيق العقوبات الرادعة على المدخن في الأماكن العامة، أو على المروج للتدخين عبر الصورة أو عبر السلوك ؟!