باتفاق تبادل اليورانيوم المخصب الإيراني على الأراضي التركية يكون الملف النووي الإيراني قد حظي بانفراج جزئي، وأن خيارات الحرب نُحيت قليلاً لصالح استئناف الجهود الدبلوماسية لحل هذه المشكلة. وكون هذا الملف له ارتباط أصبح وثيقاً مع جهود حل القضية الفلسطينية التي كتب عليها أن يربط مصيرها بالقضايا الإقليمية وحتى الدولية، على حد قول كاتب فلسطيني الذي كتب ساخراً من أنه لو حدثت أزمة في القطب الشمالي أو الجنوبي لربط حل القضية الفلسطينية بحل تلك الأزمة.
لهذا فإن المتابعين لما يجري في المنطقة يتوقعون أن تبرد همة الأمريكيين لتحريك جهود حل القضية الفلسطينية، وهذا ما قرأته إسرائيل جيداً، والتي لم تبدِ حماساً مع جهود الأمريكيين، بل بادر الإسرائيليون إلى الإسراع في تنفيذ مخططاتهم لفرض (الواقع الإسرائيلي) وإكمال التهام كل فلسطين.
فقد كشف مدير دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق في القدس، خليل التفكجي، عن مخطط إسرائيلي يهدف إلى جلب «10 ملايين سائح وحاج يهودي» إلى منطقة حائط البراق «المبكى» عقب تهيئة البنية التحتية اللازمة لذلك، من خلال تسهيل عملية التنقل بين حائط البراق والجانب الغربي من القدس المحتلة».
ولفت التفكجي إلى أن (المخطط يتضمن أيضاً إقامة الكنس ومراكز شرطة، بهدف تغيير جذري للبنية التاريخية والتحتية في البلدة القديمة ولحائط البراق، ووضع بصمات الاحتلال الإسرائيلي وطمس الهوية العربية الإسلامية، في إطار ما يسمى (الحوض المقدس والتاريخي)).
واعتبر التفكجي أن «الإعلان عن المخطط في ذلك الوقت يشكل رسالة إسرائيلية إلى جهود المفاوضات غير المباشرة»؛ إذ تستقبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي زيارة المبعوث الأميركي جورج ميتشل إلى المنطقة ببحث مخطط ضخم لتغيير المعالم التاريخية في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى المبارك.
jaser@al-jazirah.com.sa