Al Jazirah NewsPaper Wednesday  19/05/2010 G Issue 13747
الاربعاء 05 جمادىالآخرة 1431   العدد  13747
 
لما هو آت
الجائزة
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

تململت الصغيرة في ركنها، تمطت وأرسلت عينيها تجوبان ما حولها، كان الصبح قد أسفر والكل قد خرج لرزقه، أما هي فقد نامت وهي على وعد من أمها أنها سوف ترافقها التجول في الطرقات، والبحث عن البالونة التي وعدت كبيرة القطط بجائزة لمن يمسك بها من القطط سليمة، دون أن يتسلل أحد أسنانه أو أظفاره إلى جلدتها الخارجية، فيطلق ما بداخلها من هواء، فالقطة الكبيرة قد وضعت هذه المسابقة لتتعرف إلى من يستطيع من القطط أن يقلد الإنسان في قدرته على أن يتسلل بيديه لفريسته دون أن يترك فيها أثراً، ودون أن يغير شكلها الظاهري،...»فلة» وهذا كان اسمها، لم تجد أمها حين استيقظت، فبحثت عنها في المنزل الكبير، وفي الزوايا، وخيل له أنها سوف تجدها في المطبخ الكبير لربما كانت جائعة، غير أنها لم تجد لها أثرا، فكرت «فلة» وأعادت التفكير، ومن ثم أيقنت أن أمها القطة «وردة» قد ذهبت تبحث عن البالونة، وتركتها وحدها،.. فخرجت للشارع الممتد، ألقت نظرة ذات اليمين وذات الشمال، لكنها لم تعثر على أثر، جمعت قواها، وندمت على الأيام التي أمضتها مرفهة في هذه الدار الكبيرة، وعرفت أن الأيدي التي كانت تتلاقفها وتداعبها، لم تكن لتجديها نفعاً في لحظة تحتاج فيها لقواها الخاصة، ولشجاعتها الذاتية، لكنها عزمت أن تتحدى الجميع، وأولهم أمها، فانطلقت تبحث عن البالون،... أمضت يوما وهي تخرج من منفذ لآخر، وتعبر شارعا وتقطع ممرا، صادفت الكثير من القطط المشاركة في المسابقة، وبعد عناء طويل،.. خيل إليها أن على بعد هناك قططا كثيرة تتجمع على أمر..., فذهبت تستطلعه، وما إن وصلت، ودست نفسها بين الجمع، إلا ووجدتهم يتحلقون على أشلاء البالونة، وبين أولئك كانت كبيرة القطط صاحبة المسابقة، وفيهم أمها،.. ذهبت «فلة» تفكر فيمن سيحصل على الجائزة، لكن البالونة قد تحولت لقطع متناثرة، والشرط الأول للمسابقة هو الإمساك بالبالونة سليمة دون ثقب..، وبهوائها دون أن يتطاير،.. لكن كبيرة القطط قطعت عليها تفكيرها وهي تعلن فوز البالونة ذاتها بالجائزة وإن كانت أشلاء متناثرة، وبأن الجائزة سوف تعلق على رفات البالونة، ذلك لأن البالونة التي تمزقت إربا بين هذه الثلة من القطط، حين كل منهم يتناولها من جهة، إنما هي قد أثبتت أن القطط التي لا تفكر، قد ضيعت الجائزة باغتيالها البالونة...

مضت «فلة» وهي مطمئنة، إذ في حين كسرت الخوف في نفسها، واعتمدت على شجاعتها وخرجت من مظلة أمها، فإنها لم تسهم ولا بأظفر أو ناب في تمزيق البالونة..

ينما لم تكن البالونة غير فقاعة هواء..



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد