كتب - محمد الدعجاني
كان مساء بونيودكور الثلاثي حافلاً بالإبداع والنجومية لنجوم الزعيم الآسيوي دون أن يشذ أي منهم عن القاعدة, ولأن المواجهة لا تقبل أنصاف الحلول بعد موسم طويل حافل بالتميز الأزرق فقد تعاون رجال الهلال داخل الميدان فصنع الجميع الفارق وتأهل الهلال إلى ربع النهائي الآسيوي ضارباً بعقدة الـ 16، التي حاول البعض غرسها في الأذهان الزرقاء، عرض الحائط. ووسط تميز الجميع كان الظهور الساطع للنجم الخبير محمد الشلهوب الذي كانت له اليد الطولى في هذا اللقاء المهم, ومقابل ما قدمه محمد تحديداً في ذلك المساء يجب أن تنصفه أقلام الصحافة وألسن المعلقين والمحللين؛ إذ كان نجماً فوق العادة؛ فظهر بثوب جديد.. ثوب الحماس.. ثوب القتالية.. ثوب الجدية والإصرار.. نعم.. اتجهت الأعين والأصوات لأصحاب الأهداف الذهبية التي لن ينساها جمهور الزعيم، وهم بلا شك يستحقون ذلك وأكثر، ولكن البعض تناسى من كان خلف تلك الأهداف؛ فالهدف الثاني الذي سجله الأشقر السويدي كان نتاج انطلاقة «القصير البصير» الموهوب والمبدع الذي خاطب الأشقر السويدي قائلاً: «أنت وضميرك ياويلي»، مواجهاً المرمى الأوزبكي ليسجل الزعيم الآسيوي هدف الاطمئنان مقرباً الهلال إلى بر الأمان. والصناعة الأخرى تلكم الكرة التي قذفها (قناص آسيا) عالياً في السماء ليشتتها المدافع الأوزبكي مرة أخرى لتجد تلك القامة القصيرة.. وأي كنترول يا شلهوب.. أي برود يا موهوب.. لم يسمح لتلك المستديرة بأن تلامس الأرض بل مررها بسحر ودهاء للسويدي ويلي الذي تألق في استقبالها وتمريرها مباشرة بلا تردد للمنفرد نيفيز ليواجه المرمى ويسجل نصيبه من الأهداف مترجماً مجهود زميله الشلهوب ليعلن بذلك تأهل الكتيبة الهلالية إلى دور الثمانية من دوري أبطال آسيا. ناهيكم عن فرص عديدة صنعها الشلهوب للمهاجمين ولم يحالفهم الحظ في تسجيلها كتلك الفرصة الذهبية التي صنعها لقناص آسيا الأول ياسر القحطاني في منتصف الشوط الأول، والتي اعتلت العارضة بقليل.
الشلهوب كان (غير) في هذا المساء.. تركيز عال.. ثقة كبيرة بالنفس.. هدوء متناهٍ.. يمرر هنا وهناك.. كرات سليمة تصل إلى أقدام زملائه.. حركة دؤوبة لا تتوقف.. فاستحق - من وجهة نظري - أن يكون رجل المباراة الأول.
موسم الشلهوب هذا كان موسماً استثنائياً له؛ فحصوله على لقب هداف دوري زين بعد موسمين سيئين قدمهما الشلهوب مع فريقه ومع منتخب بلاده (وكل منا يعرف الأسباب)، ومن ثم مشاركته وبقوة مع بقية زملائه في حسم الأمور، ونقل الهلال إلى دور الثمانية من البطولة الآسيوية.. كل ذلك كفيل بأن يثبت للجميع أن الذهب لا يصدأ على الإطلاق.
ختاماً.. مبروك يا وطن.. مبروك يا هلال.. مبروك للسادة النظارة في الوطن العربي الكبير مشاهدة تلك السهرة الكروية الممتعة التي قدمها بنو هلال تحت عنوان (سحر الهلال الحلال).