جاءت قرارات اتحاد كرة القدم في اجتماعه الأسبوع الماضي لتواكب النقلة النوعية التاريخية للكرة السعودية التي خطط لها وأشرف على تنفيذها سمو رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل وهناك العديد من الأفكار التطويرية المكملة لشواهد تلك النقلة مؤجلة إلى حين فبرامج التطوير تسير وفق أولويات مدروسة بدقة وبعناية فقد عشنا أولاً واقع الاحتراف فنياً وإدارياً ثم الاستثمار الرياضي وتطوير إمكانات الأندية والسير بخطى هادئة وثابتة نحو الخصخصة وإقرار برامج الابتعاث في التخصصات الرياضية الحديثة والتفكير في الأكاديميات للتأسيس لكرة قدم سعودية بمواصفات عالمية وتوقيع اتفاقيات ثنائية مع عدد من الدول المتقدمة للاستفادة من تجاربها وخبراتها في المجال الرياضي وزيادة عدد الأندية في دوري زين والدرجة الأولى والثانية لإضفاء مزيد من الإثارة في مسابقاتنا الكروية.
هذه النقلة القياسية التي تحققت على يد سمو الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل بدعم سخي من القيادة الرشيدة تكشف حجم الجهد المبذول والسعي الحثيث للمحافظة على مكتسبات الكرة السعودية وتطويرها.
بقيت الإشارة إلى بعض الظواهر التي لا تزال تشوه من جمالية العمل الرياضي وهي في طريقها للمعالجة بعد أن أقر اتحاد كرة القدم إعادة تشكيل لجانه بما يضمن الكفاءة وعدم الازدواجية في المناصب وفي الأسماء ويبقى التأكيد على أهمية تفادي التباين في قرارات اللجنة الفنية ولجنة الانضباط فهذا التباين هو من مصادر التوتر في وسطنا الرياضي إلى جانب التصريحات غير المسئولة التي تصدر مع الأسف من بعض الإداريين والشرفيين في أنديتنا والتي بشر الأمير نواف بن فيصل بقرب صدور ضوابط جديدة للتعامل معها أرجو أن تكون دقيقة بما يضمن تطبيقها على (كل) الخارجين عن النص.
هناك أيضاً حاجة ماسة لتفعيل دور إدارة الإعلام والنشر بالرئاسة في متابعة ما ينشر ويذاع في وسائل الإعلام الرياضي والتحقيق مع كل من يخرج فيهما عن النص فهامش الحرية الكبير في الإعلام الرياضي صار يستغل من قبل ضعاف النفوس من الإعلاميين للكذب وتزييف الحقائق وإطلاق التهم بلا دليل والتجني على الآخرين !
نقطة أخيرة أندية الدرجة الثانية والثالثة تعاني من شح في إمكاناتها يكاد يلغي الجدوى من وجودها ولعل أن تكون هناك دراسة لدعمها بشكر أكبر لتتمكن من القيام بدورها في خدمة الشباب والرياضة الهدف الرئيس من إنشائها وتوسيع قاعدة الرياضة السعودية من خلالها.
غياب البديل في الهلال
وسوء الإعداد في الشباب !
تأهل فريقي الشباب والهلال لربع النهائي في بطولة دوري أبطال آسيا خطوة منحت الفريقين فرصة لإعداد أفضل يتناسب مع قوة المنافسات المقبلة على اللقب الآسيوي الذي يسعى كل من الفريقين للفوز به بعد سلسلة طويلة من الإنجازات المحلية وهو إعداد يشمل موسمنا القادم فالهلال عليه أن لا ينام في عسل الموسم الحالي الذي فاز بنجوميته مستوى ونتائج فالمنافسون من حوله يتحركون بدقة وسرعة لتطوير أنفسهم والهلال بلا شك لن يجد الموسم القادم ظروفاً ملائمة كالتي عاشها هذا الموسم ومنحته أفضلية للمنافسة والحضور في كل النهائيات فالتجربة الهلالية العالمية في طريقة الإعداد وفي دعم الفريق بلاعبين أجانب عالميين والتعاقد مع مدرب له سمعته ومكانته في الساحة الرياضية الدولية استفاد منها منافسوه فعقدوا العزم على تكرارها من خلال أنديتهم بالإعداد الجيد والمبكر والتمارين الصباحية والاختيار السليم للطاقم الفني واللاعبين الأجانب بل هم يتفوقون على الهلال في القدرة على حسم صفقاتهم المحلية بسرعة وبتكلفة مالية أقل!
والهلال رغم نجومية الموسم التي وضعته طرفاً ثابتاً في نهائيات بطولات الموسم الأربع وفوزه ببطولتين منها وخسارته اثنتين لفلسفة السيد جريتس إلا أن الفريق عانى فنياً في مناسبات عديدة نتيجة الهبوط المفاجئ في مستوى نجومه وهذا ما يجب أن تدركه الإدارة الهلالية وأجهزتها الفنية والإدارية فالأزرق كامل الدسم يظهر أحياناً فجأة خالي الدسم وبالتالي يمنح المنافس مهما كان مستواه الفرصة لأن يقلب الطاولة في وجه الفريق الذي كان قبل المباراة هو الأفضل والأمتع والأقوى!
الهلال الموسم القادم يحتاج أيضاً إلى البديل الجاهز والمؤهل فنياً فتبديلاته في خطي الوسط والدفاع شكلية مع لاعبين يؤدون الواجب بقدر متواضع من الإمكانات الفنية وثنائي هجومي معطوب (العنبر والصويلح) لم يعد هناك ما يشفع لتكرار الاستعانة بهما ولهذا انحصر تأثير التبديلات الهلالية فيما بين الثلاثي الشلهوب والعابد والمحياني مما يعني أن على الهلاليين التحرك بجدية على صعيد التعاقدات المحلية!
أما في الفريق الشبابي فقد كشفت الإصابات عن قصور في الإعداد يجب دراسته بعناية فمع تسليمنا بالقضاء والقدر علينا فعل الأسباب التي من شأنها علمياً أن تقلل من خطر الإصابات وتحد منها كما أن على الإدارة الشبابية العمل على تطوير منطقة قلب الدفاع بعناصر فاعلة تضع خط الدفاع في مستوى خطوط الفريق الأخرى ليحافظ على انتصاراته التي غالباً ما تذهب ضحية أخطاء دفاعية فادحة وكذلك تطوير اختيارات الفريق من اللاعبين الأجانب!
وسع صدرك!
الموسم الناجح لفريق الهلال والنهاية السعيدة لفريق الاتحاد هما انتصار للروح الرياضية فقد ثبتا أقدام الأمير عبد الرحمن بن مساعد والدكتور المرزوقي في إدارتي الناديين باعتبارهما من النماذج المثالية للوعي الإداري الذي يضيف الكثير من الاحترافية في العمل والرقي في التعامل المؤمل أن يسود الوسط الرياضي.
جوائز الأمير راشد بن عبد العزيز بن سعود لأفضل ثلاثة لاعبين واعدين في فرق الهلال الأول والشباب والناشئين مبادرة شرفية رائدة في فكرتها وتحفيز واع للعناصر الشابة التي تؤسس لهلال المستقبل.
احتفالية القرن قادت الهلال للعالمية وبالمناسبة هناك من همش هذه الاحتفالية وأصداءها الدولية بحجة أن العالمية محصورة فقط بالمشاركة في بطولة العالم للأندية مهما تواضعت النتائج وتأخرت المراكز!
يقول بسيرو مدرب المنتخب أن نور والشلهوب يقدمان مع نادييهما أفضل مما يقدمانه مع المنتخب لكن بسيرو لم يسأل نفسه لماذا يتواصل تألق نور والشلهوب رغم تغير وتعدد المدربين في الاتحاد والهلال ولماذا لا يكون هو الذي عجز عن تسخير إمكاناتهما لخدمة المنتخب على نحو ما يفعله المدربون في الناديين؟!
يقول بسيرو أيضاً أنه لم يجد في الفرق السعودية بديلاً لريان بلال رغم أن ريان هو المهاجم رقم ثلاثة في النصر!
ياسر القحطاني عليه أن يستفيد من طريقة السهل الممتنع التي يتعامل بها نيفيز مع اللمسة الأخيرة حيث لا يزال ياسر يعتمد على القوة ويميل للاستعراض في التنفيذ مما فوت عليه استثمار العديد من فرص التسجيل السهلة!
إذا كانت القيمة المالية العالية للصفقات النصراوية الجديدة تعكس واقعا فنيا عاليا للاعبين الأجانب فحتماً سيعود النصر للبطولات !
ثلاث سنوات مرت على صدور توجيه سمو الرئيس العام لرعاية الشباب بتوسعة مدرجات ملعب الحزم لكن حتى تاريخه لا الشؤون المالية ولا الفنية في رعاية الشباب تفاعلت مع التوجيه الكريم!