حاوره - عبدالله المالكي

قال خبير التحكيم البريطاني كيث ديفيد انه شاهد نوعية حكام تدار بشكل احترافي وتقود المباريات بصورة جيدة وذلك خلال تصفيات أندية الدرجة الثالثة في الأحساء والقصيم، مشددا في حوار له مع الجزيرة إلى أنه لا يوجد حكم كامل طوال المباراة، وأن الأخطاء شيء طبيعي في هذا المجال، لافتا إلى أن الإعلام هو من اشد المؤثرات على الحكام، وممتدحا العطاء الذي قدمه خليل جلال في مواجهة الهلال والنصر (5-3) مؤكد انه قد وقع في خطأ واحد فقط ولو كان مكانه لوقع فيه أيضاً..

إلى التفاصيل:

بداية وكمدخل للحديث ماذا عن بطاقتك الشخصية؟

- كيف ديفيد 41 عاما ضمن قائمة «التب» في لجنة الحكام بالاتحاد الانجليزي، شاركت في تحكيم دوري الحكام المميزين بالدوري الانجليزي لمدة أربع سنوات كحكم مساعد، ومحاضر في الاتحاد الانجليزي، قمت بعدة زيارات عملية لدول العالم وشاركت في العديد من الدورات وكان لي فرصة المشاركة مع حكام النخبة في الاتحاد الآسيوي للكرة القدم لمدة أسبوعين في ماليزيا وحاليا أشارك في إدارة مباريات دوري الدرجة الأولى كحكم ساحة.

و هل تحمل الشارة الدولية في التحكيم؟

- أنا حكم درجة أولى، ولكن هناك حكام دوليين لا يملكون الخبرة، كما أن هناك حكام لم يحصلوا على الشارة الدولية ولكنهم خبراء معروفون لهم وزنهم في مجالهم، و على سبيل المثال: الحكم جيم بيكر كان في لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد الدولي لكرة القدم ووضع أسئلة الاختبار للحكام المشاركين في مونديال كاس العالم 2006 وهو حكم درجة أولى لكن لديه من الخبرة والمهارة في العمل لدرجة كبيرة ساهمت في بروزه والاعتماد عليه، والحكم ليس شرط أن يكون دوليا والمهم هو الفائدة المرجوة منه ومن خبراته والاستفادة منه في مثل هذه المحافل الكبيرة.

من خلال رؤية فنية..كيف ترى واقع التحكيم السعودي؟

- بشكل عام الصورة جيدة عن الحكم السعودي وخصوصا الحكام الذين أشرفت عليهم في تصفيات الصعود لدوري الدرجة الثانية الأحساء وفي القصيم و قد شاهدت نوعية تدار بشكل احترافي ويديرون المباريات بصورة جيدة ولكن يحتاجون أن تسند لهم مباريات أكثر للوقوف على مستوياتهم أكثر.

وهل تتوقع لهم مستقبلا جيدا مع الصافرة؟

- بكل تأكيد شاهدت مجموعة من الشباب وأستطيع أن أقول عنهم إنهم مستقبل التحكيم السعودي وخاصة الحكام الذين شاركوا في تصفيات الأحساء لأنهم قادوا مباريات ممتازة ومنحوا فرصة اكبر من حكام والقصيم والجيل القادم سيكون أفضل في هذا المجال خلال السنوات القادمة.

ما هي ابرز مشاكل ومعوقات تطور التحكيم في المملكة؟

- اكبر المشاكل التي تواجه الحكام هي الإعلام وأنا تابعت هجوم الصحافة على الحكام مع نهاية كل مباراة، وبالذات الهجوم على حكم لقاء الهلال والنصر، الدولي خليل جلال، وبصراحة لم أشاهد حالة معينة غيرت مجرى اللقاء وإن كان قد وقع في خطاء واحد ويعتبر تقديرا منه، وهذا الأمر يؤثر على مستوى الحكم رغم ما تبذله لجنة الحكام الرئيسية من دعم ووقوف بجانب الحكام.

وعودة على مباراة الهلال والنصر فقد كان فيها ضغط أعلامي، والحكم لم يعرف انه سيقودها بسبب الطاقم الأجنبي المكلف ولكنه لم يحضر، تخيل أن هناك ديربي كبيرا والحكم باله مشغول هل هو الذي سيقود اللقاء أم سيقوده طاقم آخر كل هذا قبل 24 ساعة من انطلاق اللقاء، كل هذا اثر عليه ولكن بشكل عام لا يوجد حكم كامل طوال المباراة ولو عاد خليل لشريط اللقاء وشاهده جيدا سيجد هناك أشياء ممكن أن يتعلم منها.

وإلى ماذا تعزو على عدم اتخاذه قراراً بطرد فيجاروا بعد ضربه للاعب الهلال ميريل رادوي؟

- السبب أن الحكم كان يقف خلف اللاعب وكان هناك تنافس على الكرة بين اللاعبين وعندما يحدث هذا التنافس لابد أن تتحرك يد اللاعب وخليل اعتقد أنها لعبة تهور والتهور يستحق عليه اللاعب كرت اصفر ولو كنت في موقع خليل قد اتخذ نفس قراره و امنح اللاعب النصراوي بطاقة صفراء، لان موقع خليل لم يساعده على الحالة.

وماذا تتوقع لخليل جلال في مونديال كاس العالم؟

- أولا أتمنى له النجاح والتوفيق وان يقدم مستوى مميزاً في كاس العالم، وهو من الحكام الذين يستحقون المشاركة، وخليل متابع منذ سنتين في مناسبات كثيرة ووصوله ضمن 30 حكما ليس بالأمر السهل، وأنا واثق ثقة كبيرة أن الاتحاد السعودي لن يقصر مع خليل لأنه الحكم السعودي الوحيد الذي يشارك في المونديال المقبل، ويجب أن يدعم من المسئولين ومن الجمهور السعودي والأندية وتقف معه في هذا المحفل لكي يقدم خليل المستوى المطلوب.

و كيف نستطيع أن نطور من مستوى التحكيم في السعودية؟

- هناك أمور كثيرة تتوفر في الحكم السعودي ولكن ما يحتاجه الحكم السعودي هو الاحتكاك من خلال الدورات ومشاركته في قيادة المباريات المحلية بشكل كبير وخصوصا المباريات الهامة في الدوري السعودي والحكم مثل اللاعب الذي يشارك باستمرار في التدريبات ولكنه لا يشارك في المباريات وهذا ينعكس على مستواه وأداءه في الملعب.

هل ترى أن الاستعانة بالحكام الأجانب المميزين في المنافسات السعودية يمكن أن يساهم في تطوير مستوى الحكم السعودي؟

- أنا أرى وعلى المدى الطويل أن الاستعانة بحكام أجانب لن يطور من مستوى الحكام السعوديين بالشكل التي تسعى له اللجنة، والاتحاد السعودي يصرف مبالغ كبيرة على الحكام الأجانب والواجب عليه أن يجعل الأندية تتقبل قرارات الحكم السعودي بشكل مستمر وتسند له مباريات هامة.

كيف تتوقع أن يكون شعور الحكم السعودي والمباريات المهمة تسند لحكام أجانب؟

- كل حكم سعودي يتمنى أن يقود أي مباراة مهمة في الدوري السعودي والحكام عندما يشاهدون حكام أجانب تسند لهم والمباراة مقامه على أرضهم سوف يتأثرون بلا شك لأنهم لا بد أن يأخذوا حقهم من الدعم في مثل هذه المباريات المهمة وان يستفيد الحكم وان تكون هذه مرحلة فقط لكي يقودوا مثل هذه المباريات مستقبلاً.

كيف ترى قرارات لجنة الانضباط وتداخلها مع عمل لجنة الحكام؟

- قرارات لجنة الانضباط من اختصاص اللجنة ولجنة الحكام قراراتها مختصة فيما يخص الحكم فقط لان هناك لجنة مختصة لها القرار الكامل ولا أساس لها في التدخل في عمل الغير.

كلمة أخيره؟

- أنا سعيد بتواجدي هنا في المملكة لمدة خمسة أسابيع شاهدت خلالها مجموعة من الحكام الشباب و العديد من المباريات منها في الملعب ومنها مباشر عبر التلفزيون واشكر تواجد رئيس لجنة الحكام عمر المهنا معنا وأيضا اشكر زميلي مقيم الحكام بالاتحاد الآسيوي على الطريفي واشكر الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلا في صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل على دعمهما للحكام السعوديين والاهتمام بهم، وأتمنى أن يكون الحكام قد استفادوا من خبراتي وأقول للجنة أنا على أتم الاستعداد للإفادة من خبراتي في بناء جيل جديد من الحكام وأقول للحكام الحكم الذي لا يخطي لن يتعلم أبدا في هذا المجال ولكن الحكم لا بد أن يستفيد من أخطائه.