فاصلة

((الأقرع لم يحب يوماً المشط))

- حكمة فرنسية -

أتفهم أن تكون أهداف النظام الذي استحدثته وزارة الإعلام لدينا للنشر الإلكتروني هي التبسيط وتحديد المرجعية، وتقديم صورة واقعية للإعلام السعودي لكني لا أفهم الآلية التي من خلالها ستتم تحقيق هذه الأهداف خاصة في ظل شح الوزارة عن نشر الأهداف والآلية كاملة.

وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون الإعلام الداخلي الأستاذ عبد الرحمن الهزاع يصرح لوسائل الإعلام أن الوزارة تحرص على أن يكون النشر الإلكتروني واضحاً، وليختفي من يسمون ب «خفافيش الظلام».

أنا معه في رغبتنا جميعاً في اختفاء خفافيش الظلام وكما قال الوكيل إن موضوع نظام النشر الإلكتروني في المملكة العربية السعودية شغل بال الكثيرين، ولا سيما الصحافيين وأزيد لأنني من الذين اكتووا بنيران إشاعات الخفافيش، ولكن إذا كان النظام يخص المواقع التي نشأت من المملكة، والتي يعمل بها سعوديون، ويشمل ذلك المدونون والمنتديات، فهي بلا شك رقابة وسيصبح النشر الإلكتروني الابن الأصغر لصحفنا التي ما زال كتابها يوقفون عن الكتابة دون معايير محددة وإنما تحت مظلة الرقابة!!

نصيحتي لوزارة الإعلام ألا تشغل بالها بالمدونات وما يكتب فيها فهي فن له قواعده وتجاوزاته وخفافيش الظلام هم وكالات الدعاية والإعلان لمن أراد الحقيقة.

فالصين التي تملك «سور الصين الواقي العظيم» الذي يديره جهاز شرطة يُقدَّر عدد أفراده بـ 30.000 عنصر، وهو نظام غربلة الإنترنت الأكبر والأكثر تطوراً من الناحية التقنية في العالم وهي التي عام 2003 طلبت من شركات صناعة الكمبيوتر الشخصي إضافة برمجية تعمل فلترا للإنترنت إلى كل كمبيوتر يباع في البلاد، وتم توجيه الأوامر إلى جوجل لقطع إمكانية الوصول إلى المواقع الإلكترونية الأجنبية عن الخدمة المحلية الصينية، لم تستفد شيئا سوى حيازتها على لقب «السجان الرائد في العالم للصحفيين» من قبل منظمات حرية الإعلام. ولكي لا يفهم من حديثي تشجيعي للفوضى الإلكترونية فإنه من الممكن والمشروع لكل مجتمع وضع قوانين لتنظيم الحياة فيه والإنترنت عالم واسع يمكن أن يقتصر التنظيم فيه أو الرقابة على المواقع الإباحية أو إنشاء شرطة خاصة بالجرائم الإلكترونية وشبكة الإنترنت.

لقد تأخرنا كمنطقة عربية عن ركوب قطار تكنولوجيا الاتصالات الإلكترونية، أي منذ نهاية التسعينات، و تعد معظم شبكات الاتصال في العالم العربي غير متطورة وملكاً للقطاع العام. ثم عندما سمحنا للإنترنت بالدخول إلى حياتنا تفوقنا كمًّا في استخدامه فعندما بدأ العمل في السعودية بخدمة الإنترنت في بداية العام 1999م بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في العام نفسه 45 ألف مشترك، مما يعني نحو 135 ألف مستخدم، بحساب استخدام ثلاثة أشخاص لكل اشتراك. ومع التوسع في مشروعات تطوير هذا القطاع قفز عدد مستخدمي الإنترنت، عام 2005، إلى 5.4 مليون مستخدم.

ونسبة النمو في سوق المعلوماتية يبلغ نحو 15% سنوياً، مما يعني أن السوق السعودي هو السوق الأول في المنطقة من ناحية الطلب.

إن مشكلتنا مع الإنترنت ليست في المدونات أو الإشاعات وقذف الناس والإساءة إلى سمعتهم وتشويش الرأي العام.

مشكلتنا الحقيقية مع أنفسنا والحرية هل نحن على قدر من المسؤولية للتعامل معها أقصد الحرية أما أنفسنا فكل نفس بما كسبت رهينة.!