كتب - مندوب الجزيرة
بينت دراسة شاركت بها وزارة التربية والتعليم في فعاليات الندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات التي نظمتها وزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات، أن ما نسبته (76%) من الفئات التي تقبل على تعاطي المخدرات تتراوح أعمارهم بين (15و20) عاما.
وأفادت معدة الدراسة وممثلة وزارة التربية والتعليم في الندوة الأستاذة نوال بنت خلف الشمري مساعدة الشؤون المدرسية بمكتب التربية والتعليم بالنهضة شرق الرياض أن دراستها العلمية قد أجرتها على عينة من طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية بمدينة الرياض ذلك لأن ميدان التربية والتعليم هو الميدان الأرحب والأجدى لإجراء أي تغيير إيجابي في حياة الأمم والشعوب لمواجهة الأخطار والأمراض التي قد تحدق بأفراده كانتشار المخدرات والإدمان عليها، وقالت الباحثة التربوية إن أهمية الدراسة التي أجرتها تكمن في محاولتها البحث عن وسائل ناجعة لمعالجة هذه الظاهرة التي اجتاحت المجتمعات الإنسانية، وذلك عبر البديل الموضوعي، وهو العمل على نشر ثقافة الوعي بمكافحة المخدرات.. حيث لم تنجح الجهود تماماً في منع وسائل التهريب وطرق الترويج، مما يتطلب ضرورة التركيز على توعية المؤسسات التربوية والتعليمية بمساندة الأجهزة الأخرى ذات العلاقة.
واعتمدت الدراسة التي قامت بها الباحثة في منهجها على استخدام المنهج الوصفي التحليلي، واختارت لها مجتمعاً للبحث والتحليل من طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية بالرياض من القطاعين الحكومي والأهلي، وعلى عينة شملت (250) طالباً و(341) طالبة باستخدام الاستبيانات كأداة لقياس استجابة أفراد العينة.
وعن واقع المؤسسة التربوية في نشر الوعي بأخطار المخدرات تقول الأستاذة نوال الشمري: إن هناك ضعفاً واضحاً في أدوار المؤسسات التربوية المختلفة في بحث ومعالجة هذه الآفة، بل إنها تنفي وجود المشكلة أصلاً في محاضنها التربوية على الرغم من صدور بعض الأرقام الرسمية التي تؤكد وجود هذه الظاهرة ولا تنفيها، وإن هناك تسطيحا في معالجتها -بمعنى معالجتها في مظهرها الخارجي- بالإضافة إلى ضعف التخطيط والتنسيق بين المؤسسات التربوية والأجهزة المجتمعية الأخرى، إلى جانب ندرة جهود التنظير التربوي للمعالجة بمساعدة الباحثين واستخدام الإحصائيات والمؤشرات.
وجاءت نتائج الدراسة التي قدمتها الباحثة في جلسة العمل الأولى بالندوة الإقليمية والتي ترأستها سمو الأميرة الدكتور الجوهرة بنت فهد آل سعود مثيرة للاهتمام.. فقد جاءت النسب المئوية لاستجابة الطالبات على معرفة أنواع المخدرات أعلى من نسب استجابة الطلاب من (53% - 76%) وعزت الباحثة السبب إلى أنه يكمن في أن الطلاب حجبوا معرفتهم بأنواع المخدرات ربما خوفاً من المساءلة، فالأصل كما ترى الباحثة أن تكون معرفة الطلاب بها بأكثر من الطالبات نظراً لطبيعة المجتمع.
كما أجمع الطلاب والطالبات على أن الفئة العمرية (15-20) عاماً هم من أكثر الفئات التي يمكن أن تتعاطى المخدرات، وجاءت نسبة استجابة أفراد العينة من الطلاب على أن التدخين يمكن أن يكون أول الإدمان وبنسبة (75%) للطلاب، وللطالبات بنسبة (79%)، كما أن (90%) من الطلاب و(79%) من الطالبات أجمعوا على أن موسم الاختبارات يعد موسماً جيداً لتجار المخدرات وباعتها ومروجيها وهذا أمر خطير من وجهة نظر الباحثة ينبغي الالتفات إليه.
وأوصت معدة هذه الدراسة الجادة في مختتمها على ضرورة تضمين المناهج الدراسية بالمفاهيم والمبادئ التي تعمق الوعي بأخطار المخدرات، وتوجيه الطلبة والمعلمين والمنظرين في المؤسسات التربوية للتفكير الإبداعي، وتفعيل دور الإرشاد التربوي للطلاب في المدارس واستهداف مدارس الإناث في البرامج الإرشادية، وتشكيل اللجان والمراكز الصحية والتربوية للقيام بالدور التوعوي ضمن إطار تكاملي للمؤسسات المجتمعية المعنية، والإفادة من المشاريع والأبحاث العالمية التي عالجت دور المؤسسة التربوية في زيادة الوعي بأخطار المخدرات كمشروع الأمم المتحدة لمنع إساءة استعمال المخدرات في المدارس والمشروع الوطني الأسترالي لمكافحة المخدرات، وربط المناهج بالحياة العلمية وتوظيف التقنية وآلياتها وعلى رأسها (الإنترنت) وأجهزة الاتصال المتحرك لزيادة الوعي، ورصد الحوافز المادية لمن يبلغ عن المتعاطين والمروجين والاستعانة بالشخصيات ونجوم الرياضة والفنون للتوعية، وتأهيل العاملين في التوجيه والإرشاد وتوعية أولياء أمور الطلاب والطالبات والأسر بوجه عام، ونشر ثقافة الحماية لمن يتعرضون للعنف، وإقامة المسابقات والزيارات والنشاطات الثقافية والرياضية المتنوعة لطلاب المدارس وغرس المثل العليا وشغل أوقات فراغهم بالمفيد.