أعجب من راغب في ازدياد في غير ما يثري حصيلته التي لا ينفعه غير ما فيها، يوم لا ينفع مال ولا بنون، والناس أقبلت على زخارف الدنيا بما فيها التنابز الذي لم يقف عند الجاه والوجاهة ومظاهر الترف بل إلى الألقاب والمناقب،.. وبينما اهتبل الناس في العقود الثلاثة الأخيرة على تحصيل الرموز التي تتقدم أسماءهم، وتفوق منها حرف الدال عليها، فإن الأغلبية الآن يهربون من هذه الدال, إذ في كثير من الوظائف التي تدر عليهم أرزاقهم لم يعد مرغوبا في مستواه التصنيفي، إما لعدم كفاءة الوظائف المقابلة له في المؤسسة، وإما رغبة في المحترفين في خبراتهم وبها، لا المترفين بها، المتجمدين عندها..،
وبينما تلك حصيلة الأولى فما حصيلة الخاتمة..؟..
أعجب بدءا بفراغ النفوس من وخز الخوف من مواجهة ذلك اليوم بثقل الأخطاء، وفراغ الزوادة من المتممات المنجيات، ومن عبء الذنوب الهالكات.., تلك التي لم ينج منها ذو بصر ولا ذو بصيرة، حكمة الله في عدم كمال خلقه من عبيده وإمائه، إلا من أدركته الرحمة فأيقظه الإشراق، بمداهمة لطف الله بتنويره وحفظه،..
والمرآة تعكس لنا هذا الهدر والهدير، وذلك الركب الغفير في بحر الدنيا اللجي..
أعجب لمن قرطس قيمه وخوفه، ولملم حياءه من الله وفهمه، في بردة صمت وغفلة وركنها في زاوية لا يتذكرها إلا في عبور ذكر، أو تظاهرة عبادة، أو ديدن عادة،..
وقد حان وآن التناصح، فكلنا معرضون لغفلة وسهوة، وكلنا مبشرون بعفو ورحمة، فهل نغلب البشارة على الخسارة..؟ فنهتبل السبيل لدرجات الحصيلة، نقدمها ليس بالدال ولا بالسؤال، وإنما بالعمل على أية حال..؟
وقد أدبرت الحياة بالكثير من الثبات، وأقبلت بالرخو من الآداءات.., فالله الله ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، ولا زخرف ولا لون، ولا لحظة ولاسنون،...اللهم الثبات في الأمر والعزيمة في الرشد والمغفرة عند الزلل، والمخرج الحسن.