جدة عبدالله الدماس
أكد مدير جامعة الملك عبدالعزيز أن السرعة التي يحدث بها التغيير الاقتصادي تشكل تحديا لجميع دول العالم حتى المتقدمة منها، مشيرا إلى الدور المتعاظم للعلم والتكنولوجيا في تطوير المجتمعات، وإلى زيادة هذا الدور مع دخول العالم في عصر المعرفة الذي انتهت فيه الأيدلوجيات وبرزت فيه المعارف والتكنولوجيات. وقال الدكتور أسامة بن صادق طيب لدى مشاركته في ورشة عمل نظمها مركز الدراسات الإستراتيجية بالجامعة بعنوان «شركة وادي جدة.. مقومات نجاح.. شراكة.. تطلعات»: «إنه يتعين علينا أن نستوعب التوجهات الجديدة للاقتصاد العالمي أولا، وندرك المضمون الحقيقي للتحولات السريعة التي تحدث في العالم من حولنا، ويجب تشخيص قضايا الاقتصاد الإستراتيجية والوقوف على التحديات التي تجابهه والبحث عن وسائل نموه وتطويره بما يواكب المستجدات وبما تتطلبه معطيات المستقبل لتحقيق التنمية المستدامة».
وكانت جامعة الملك عبدالعزيز قد أقامت ورشة العمل التي استهدفت استطلاع رأي المجتمع والجهات الداعمة والشركاء الاستراتيجيين حول شركة وادي جدة وتخصصها وسبل نجاحها في نقل وتوطين التقنية لإنشاء مجتمع المعرفة والمشاركة في خطة التنمية الوطنية لتطوير الاقتصاد المبني على المعرفة. وقد شارك في الورشة الدكتور وليد أبو الفرج نائب رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والطاقة المتجددة، والدكتور بندر حجار نائب رئيس مجلس الشورى وعدد من أعضاء مجلس الشورى ورجال وسيدات الأعمال، بالإضافة إلى القيادات العليا للجامعة وعدد من عمداء الكليات وعدد من شخصيات المجتمع. من جانبه قال الدكتور عصام الفيلالي، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالجامعة إن هذه المرحلة من مراحل التطور الحضاري للعنصر البشري، التي اصطلح على تسميتها بالعولمة فرضت علينا تحديات عديدة، يتعين علينا التعرف عليها أولا، ثم التعامل معها بالطرق العلمية وبأساليب العصر، مضيفا أن مواجهة هذه التحديات تتطلب مقدرة خاصة على استيعاب التوجهات الجديدة للاقتصاد العلمي، إضافة إلى تشخيص دقيق للقضايا الإستراتيجية الخاصة بمجتمعنا وعلاجها بما يواكب المستجدات. وأشار إلى أنه صاحب هذه التحولات ظهور مفاهيم مستحدثة عديدة، مما يستوجب الوقوف على المضمون الحقيقي لهذه التحولات، لافتا إلى ضرورة إدراك واستشراف أعباء وتداعيات التحولات على أوضاعنا المحلية، وما يتطلب ذلك من إعادة تشكيل مجتمعنا في مسيرته. وبين أن المملكة تمر بمرحلة تحول اقتصادي كبير كتلك المرحلة التي مرت بها الدول الكبرى حينما انتقلت باقتصادها من الاقتصاد القائم على الزراعة إلى الاقتصاد القائم على الصناعة ومن ثم إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، حيث تحل فيها المعارف والمعلومات محل الطاقة ورأس المال باعتبارها محور ارتكاز رئيس للتنمية المستدامة.