الجزيرة- الرياض
أعربت الأهلي كابيتال- الذراع الاستثمارية للبنك الأهلي- عن اعتقادها بأن الأسواق العقارية بالمنطقة جاهزة للنمو من جديد بفضل استقرار أسعار النفط، وارتفاع معدلات الثقة بالسوق، واستعادة الإقراض البنكي لنشاطه تدريجياً، ولكن وتيرة التعافي ستكون محصورة في كل مدينة أو منطقة بعينها..
وأوضح الدكتور يارمو كوتيلين، كبير الاقتصاديين بشركة الأهلي كابيتال أمام منتدى قطر للاستثمار العقاري 2010 أن «ظهور المزيد من علامات التعافي الاقتصادي سيعزز ثقة المستثمرين ويدفعهم نحو السوق العقارية، مستفيدين من الفرص التي خلقتها موجة تصحيح الأسواق غير العادية مؤخراً».
ويعتقد الدكتور كوتيلين أن أي فشل في علاج الإشكاليات التي أدت لانهيار القطاعات سيزيد من خطر تكرار النمط الذي سبق الأزمة، وحذر قائلاً: ليس باستطاعتنا تحمل انفجار فقاعة أخرى.
وتقف سوق دبي على أقصى طرف هذه المعادلة؛ لكونها قائدة الطفرة العقارية الإقليمية والمحور الرئيسي لنشاط المضاربة، بينما تقف المملكة على الطرف الآخر، باعتبارها ما تزال سوقاً واعدة أمام معدلات الطلب الكبيرة في العديد من قطاعاتها المحلية.
ويشير الدكتور كوتيلين إلى أن «الوقت قد حان للاعتراف بالأهمية الاقتصادية المتزايدة لقطاع العقارات، وتنظيمها من خلال تشريعات شاملة ومناسبة تأخذ بعين الاعتبار الأخطاء التي حدثت في الماضي. لقد خلق النمو المتسارع لهذا القطاع موجة من فقاعات المضاربة أدت في بعض الأحيان إلى جلب آثار بعيدة المدى على الاستقرار الاقتصادي لدول المنطقة. وبينما قد تستغرق حركة التصحيح في بعض الأسواق سنوات عدة للخروج من الأزمة، فإن الوضع الحالي يشكل فرصة هامة يمكن للمنطقة بأكملها اغتنامها والبناء عليها».
واختتم الدكتور كوتيلين: السوق أصبحت أكثر نضوجاً ولو بوتيرة بطيئة، خصوصاً مع وجود مشترين يطمحون إلى الاستفادة من مشاريع عقارية جديدة تتيح خدمات ذات جودة أعلى. وما تزال المواءمة بين وتيرة تطوير العقار السكني، وتحديث البنية التحتية تشكل أحد التحديات الرئيسية التي تعاني منها دول المنطقة. وإنشاء سوق رهن عقاري قوية وملائمة هو شرط تتوجب تلبيته لتوسيع نطاق الاستفادة من العقارات السكنية، وتجنب تجزئة السوق بين عقارات فاخرة وأخرى اعتيادية، كما أنه ضروري لتحفيزها اجتماعياً، وجغرافياً، أو مع مرور الوقت واستمرار نمو عدد السكان».