تحليل: وليد العبدالهادي

جلسة الأمس:

ظهرت أرقام اقتصادية في أمريكا والصين إيجابية جدا، لكن أسواق الأسهم هناك سبقت هذه الأنباء بقممها السعرية الأخيرة التي تظهر عزماً ضعيفاً في المؤشرات الفنية منذ شهر، ولم تعترف الأسواق لا بصندوق الإنقاذ الأوروبي الضخم ولا بهذه المؤشرات، لكن ما يعنينا في سوق الأسهم السعودية هو هبوط خام نايمكس إلى 71 دولاراً للبرميل؛ وبالتالي تَرَك أثرا سلبيا في سابك والسوق عموماً. هبوط النفط تم التنويه إليه منذ شهر تقريبا بتراجع الطلب على النفط من الصين لأسباب كثيرة تم رصدها، إضافة إلى انشغال القارة العجوز (أوروبا) بإعادة الهيكلة وبُعدها الشديد عن النمو؛ وبالتالي خسرنا جزءا كبيرا من طلبها، وأغلق السوق هابطاً بنسبة 2.2 %، وهو استمرار للاتجاه الهابط الذي بدأ فيه منذ سبع جلسات. أما العزوم ممثلة بأحجام التداول فبلغت 152 مليون سهم تصنف بالقوية بسبب قوة البيع، لكنها أخف من بيوع الأسبوع الماضي، والزخم ممثلاً بنقاط المؤشر العام بدأ يتسارع على سلم الهبوط ويرجح استمرار ذلك خلال بضعة أيام، كما تمت الإشارة في تقرير الخميس الماضي إلى أن التراجع سيستمر في هذا الأسبوع مع زخم ملحوظ وتمرد من بعض الأسهم الصغيرة، وكانت معظمها من قطاع التأمين حيث يبدو أن مؤشر القطاع لا يزال هابطاً، لكن هناك تمردا من بعض شركاته. أما سابك فاستجابت لهبوط النفط وكسرت دعمها 99 ريالا وأغلقت عند 98.25 ريال بكميات كبيرة نوعا ما، والهدف 88 ريالا، وكيان أيضا مستمرة في الاتجاه الأحمر بعد تخليها عن خانة العشرينيات، وسهم ساب أنهى التعاملات بانخفاض 2.5 %، والراجحي كذلك؛ ما ضغط على مؤشر القطاع المصرفي من حيث النقاط، لكن كان الهبوط بأحجام تداول ضعيفة (20 مليون سهم) ضمن الاتجاه الهابط هو والقطاع البتروكيماوي.

جلسة اليوم

حجم التبادل بين الاقتصاد السعودي والأوروبي لا يحتل المرتبة الأولى ولا الثانية أيضا، لكن ما يحدث عالميا هو تصحيح أسواق مال، أما الاقتصاديات فتختلف درجة تعرضها وتأثرها من منطقة لأخرى، لكن لا ننسى أن المضاربين لهم كلمة في أسواق النفط؛ حيث تخلوا عن التداول فيها بسبب ارتفاع قيمة البرميل نتيجة ارتفاع الدولار إلى رقم كبير (86.25 أمام سلة عملاته)، والمؤشر العام له علاقة ارتباط قوية وطردية مع النفط منذ تأسيس سوق الأسهم السعودية 1985م، ومتى ما ارتفعت شهية المخاطرة في أسعار الخامات يعود السوق إلى تسجيل قمم جديدة. والأهم حاليا هو البحث عن فرص النمو المتمردة التي لم تواكب السوق في الارتفاع وتتلقى منتجاتها طلبا حقيقيا (محليا)، وصانع السوق في مثل هذه الظروف غالبا ما يبحث عن الفرص المحلية البحتة، وبعد دمج حركة التداول لآخر 46 جلسة يُرجَّح أن يغلق السوق بالقرب من مستوى 6505 نقاط.