تجاوز فريق الهلال الظروف المُحيطة به كافة.. من جراء خسارته لنهائي كأس الأبطال.. واستطاع التأهل إلى الدور ربع النهائي لدوري المحترفين الآسيوي بفوزه الكبير على بونيودكور الأوزبكي.. فالفريق الأزرق تعودنا منه أن يتجاوز الظروف مهما كان عتوها.. إذا كانت المرحلة مُهمة.. وتتطلب الحضور المُشرف لفريق يُمثل الوطن..!

فقد كانت مباراة بونيودكور هي الأخطر.. والأصعب.. من وجهة نظري.. فخسارة كأس الأبطال حتى وإن جاءت من فريق بطل.. وبركلات ترجيح.. كانت أمرا صعبا للفريق الهلالي من الناحية النفسية.. لذلك نجح رجال الهلال، وعلى رأسهم الرئيس الهلالي ونائبه، بأسلوب إداري بارع.. في بناء قوة الطموح داخل نفوس اللاعبين.. واستطاع الأمير عبدالرحمن بن مساعد بخبرته المُستمدة من رصيد كبير من الذكاء والمنهجية المدروسة في التعامل المثالي مع اللاعبين والجهاز الفني.. ليتجاوز بالفريق وفي فترة وجيزة كل ظروف خسارة الاتحاد..!

وتعودنا من لاعبي الهلال.. أن يكونوا أهلا للمسؤولية عندما يحملونها.. وتعودنا منهم أن يتجاوزوا كل ما يعترض طريقهم.. لأن لاعبي الهلال يدركون أنهم لا يمثلون فريقهم.. بل يمثلون الكرة السعودية كلها.. وتعودنا منهم أن يكونوا رجالا يعتمد عليهم.. في المواقف المهمة.. والحاسمة..!

كما جاء تأهل ممثل الوطن الآخر الشباب للدور ذاته بعد فوزه على الاستقلال الإيراني.. كمحصل طبيعي لفريق مُتمرس.. يعرف كيف ومتى يعود.. ليؤكد الشباب من جديد.. أنه فريق كبير بالمعنى الحقيقي.. وسفير مُشرف لكرتنا السعودية..!

الحبل القصير..!

قدمت بعض جماهير الرائد باحتفائها بقرار زيادة فرق دوري زين.. صورة من أسوأ الصور التي يمكن أن نشاهدها في رياضتنا.. ومع الأسف هناك أيضا من بعض الرائديين من بارك هذه الصورة.. وأصر على عرضها..!!

هذه الجماهير قامت بتصرفات غير مسؤولة.. ومن لديه شك في فوضوية تلك التصرفات.. عليه فقط الرجوع إلى بعض الصور ومقاطع الفيديو التي تناقلتها المواقع الإلكترونية؛ ليتأكد من تلك الحقيقة المُخجلة..!!

وبدلا من لوم تلك الجماهير.. والاعتذار عما بدر منها.. سارع مجلس الجمهور الرائدي عبر تصاريح بثها المركز الإعلامي بعدم لوم جماهيرهم.. معتبرين أن فرحهم كان بطريقة حضارية.. وهم بذلك - أي مجلس الجمهور أو من قام بكتابة البيان على لسانهم - ليس سوى ذر للرماد.. وملء الأجواء بالضجيج.. ويريدون أن تنطلي تأثيرات هذا الضجيج المُفتعل على طريقة «خذهم بالصياح تسلم»..!!

العارفون ببواطن ما حدث تمنوا لو أن المركز الإعلامي بالرائد.. قد تروى قليلا في خوضه المُجادلة.. وتمنوا أكثر لو أنه تكلم بصفته (مشجعا) بعيدا عن الحديث نيابة عن (كل) الرائد.. فاللغة والحوار اللذان خرج منهما البيان.. يُساهمان في ممارسة الإشكالات.. والتجاوزات التي تُخرج الأفعال عن الروح الرياضية.. وارتكاب الأخطاء.. فالتاريخ ما زال يحفظ كل من شجع.. ويُشجع.. كُل الممارسات الخاطئة..!!

هذه الحقيقة كي تعرف الجماهير الرياضية حقيقة من ضمن جملة حقائق.. كثيرة.. ومُتعددة.. جميعها تُعين على معرفة (الصح) من (الغلط).. ولكي لا يكون التعامل أيضا مع ما حدث كحالات فردية.. لا تمثل العام.. وأن لا نخلق لها التبريرات المُناسبة وغير المُناسبة.. وأن لا يردد العقلاء.. أهازيج وصيحات وانفعالات مُشجعين..!!

عموما هذه الحادثة ليست الأولى.. ولن تكون الأخيرة.. وإن اختلفت في الشكل لا في المضامين.. وهذه التجاوزات ستدوم.. وتدوم.. ما دامت الحقيقة غائبة.. أو بمعنى أصح هناك من يُغيبها مع سبق الإصرار والترصد..!!

بقايا..

.. في نهائي كأس الأبطال لم (تخذل) ركلات الترجيح فريق الهلال، ولكنَّ الطريقة والتشكيل اللذين لعب بهما جيرتس هما من خذل الفريق..!!

.. من أجمل ما حمله لنا لقاء فريق الشباب أمام الاستقلال هو تزايد الحضور الجماهيري لليث، وهذا دليل على (تكاثر) شعبية الفريق، وأن جماهيرنا على درجة كبيرة من الوعي وذواقة للكرة الراقية..!!

آخر الكلام

بعد ختام حفل صعود التعاون يُفترض أن يكون آخر عهد التعاونيين بالأفراح وأن يبدؤوا الاستعداد الجدي للموسم.