رؤية - عبدالله الكثيري
في السابع من مايو الجاري ودعنا موسماً رياضياً حافلاً يعد من أجمل «مواسمنا» الرياضية على مدى عقود من الزمن!!
كان موسماً أشعرنا بأن الكرة السعودية، لاعبين وجماهير ما زالت بخير، بل وبألف خير..!
وكان إعلامنا المرئي والمقروء في قلب الحدث، وأدى رسالته على أكمل وجه، وحضر كما لم يحضر من قبل، وكانت قيادتنا الرياضية برئاسة أمير الرياضة سلطان بن فهد وعضده الشاب نواف بن فيصل يواصلان الليل بالنهار ويشرفان لحظة بلحظة على كل صغيرة وكبيرة تهم الرياضة السعودية وهذا ما جعل النجاح حليفاً لموسم 2010م.. فشكراً لك يا أمير الشباب وشكراً لنائبك على ما قدمتموه لرياضة وشباب الوطن.
«الهلال»
كان «الهلال» في هذا الموسم «فريقاً» لا يشق له غبار وكان «فارساً» مغواراً وكان على الوعد والعهد مع محبيه الكُثر وحصد (الكعكة) الأكبر من محصلة بطولات الموسم وكان هو الفريق الاستثنائي و»الرابح الأكبر» بين الفرق لا في تقديم العروض المبهرة فحسب، ولكن في حصد البطولة الأهم (بطولة دوري زين) وهي بطولة «النفس الطويل» وبطولة التحدي والبطولة التي تشفي الغليل بالإضافة إلى البطولة الأجمل بطولة سمو ولي العهد الأمين وثاني كأس فيصل وثاني بطولة الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين..
إن هذا الهلال يستحق أن يلقب بنجم الموسم أو لنقل بطل الموسم.. لِمَ لا، وهو الأول مرتين والثاني مرتين.. إنه (الزعيم) بحق..!
«الاتحاد»
كان هذا الموسم يعد (الأسوأ) في تاريخ الاتحاد لولا أنه صحح الأوضاع في آخر الموسم وحصل على البطولة «الأغلى» على كأس الغالي مليكنا الغالي، وكان ختامها مسكاً وذهباً وبطولة تؤرّخ، فبعد إخفاق في ثلاث بطولات محلية وخروج حزين من (الآسيوية) عاد الاتحاد ليعدل كل الأوضاع ويحقق أغلى الألقاب ماسحاً بذلك كل الأحزان والإخفاقات التي تعرض لها في الموسم وليخرج من المولد ببطولة ولا في الخيال..!
«النصر»
النصر (العالمي) هو ثالث الكبار وهو ثالث الترتيب في «زين» وكأس (الأبطال) وهو الفريق الذي قدّم «أحلى» العروض ولكن لم يحالفه الحظ ولو بنيل بطولة واحدة..!
لقد قسوت على فريقي الرائع «النصر» طوال الموسم وذلك من محبة وغيرة وليس «نكاية أو تشفياً» لأن النصر وجماهيره في «سويداء القلب» وبعد أن هدأت العاصفة وطارت الطيور بأرزاقها وانتهى الموسم أو المشوار - سمّوه ما شئتم -، حكّمت هذه المرة «العقل» وليس «العاطفة» وبعد أن استعرضت مبارياته ومستوياته طوال الموسم اكتشفت أن هذا الفارس العملاق قدَّم عروضاً ولا في الخيال لم ينقصه فيها إلا «الحظ» وحده وتبيّن لي في الآخر أن وراء هذا «التقدم» في مستوى الفريق عملاً «إدارياً» جباراً أثمر عن ترتيبه في سلم الدوري والأبطال..
نعم.. لقد حقق النصر الترتيب الثالث في دوري زين لينتقل مباشرة إلى دوري القارة العام القادم والمؤهل إلى أندية بطولة العالم وهذا لم يحدث من سنوات والنصر هذا الموسم هو الفريق الوحيد من بين الفرق الذي استطاع أن يهزم بطول الدوري قبل أن يعلن رسمياً أنه (البطل) لأن فوز الاتحاد في جدة على الهلال يعد هامشياً وبعد أن حقق «الزعيم» البطولة قبل النهاية بثلاث جولات.. والنصر هو الذي استطاع أن يهزم الأهلي في جدة بالثلاثة والاتحاد أيضاً في جدة في مباراة الطرد الشهيرة.
عموماً النصر وبشهادة المحايدين والمنافسين أكدوا على «النقلة» الفنية الكبيرة التي حدثت له رغم عدم توفيقه في الحصول على خدمات لاعبين أجانب على مستوى عال. وأتوقع شخصياً ومن خلال الاستعدادات المبكرة للنصر والاهتمام الإداري الكبير أنه سيكون فارس الرهان الموسم القادم وسيكون البطل المتوّج بالكؤوس والبطولات بعد أن اكتفى هذا العام بالعروض المميزة.
«القناة الرياضية»
نقلة فنية رائعة ونقلة سيسجلها التاريخ بحروف من ذهب تلك التي حدثت لقناتنا الرياضية السعودية، فبعد أن كانت (جامدة) لا تساير ركب القنوات المتخصصة الأخرى تطورت في لمح البصر وأصبحت قناة منافسة إن لم تكن الأفضل بين قريناتها ويأتي ذلك بفضل الله ثم بفضل الإعلامي المبدع الأمير تركي بن سلطان الذي استطاع في أشهر قليلة أن يضع بصمته ويحول حلمنا في قناتنا إلى حقيقة.. فكل الشكر لهذا الرجل الجميل. أما (art) فلا عزاء لها، فقد أفسدت الموسم وعلقت مباريات وأضرت بالمشتركين بعد خطوتها «التجارية» غير الموفقة وكان حرياً بها أن تؤجّل ذلك إلى ما بعد نهاية الموسم وأن تحفظ حقوق مشتريكها، ولكن لا حياة ل(art) بعد اليوم عند الرياضيين بعد أن كشفت عن نواياها وألغت عقودها في لحظة عابرة..
مرحباً ب(السكري)
ومرحباً ب(الفيصلي)
فرحت كما لم أفرح من قبل بعودة الفريق العريق الفريق الرائع (سكري) القصيم فريق التعاون إلى دوري الكبار دوري (زين)، فالتعاون مكانه من زمان مع الكبار لمَ لا وهو الفريق الوحيد من بين الفرق التي عاشت في الأولى «عقوداً» والذي وصل إلى نهائي كأس الملك قبل 25 عاماً ليواجه النصر في تلك المباراة التاريخية.
إنني أحب هذا «التعاون» لسببين؛ الأول هو «جماهيريته» الطاغية والسبب الآخر هو لون شعاره الذي يشبه شعار فريقي المفضّل «النصر»، فلذلك أقول ألف مبروك لنا بالتعاون وألف مبروك لدوري زين بوجود (الزين) التعاون وألف مليون مبروك لزميلنا العزيز عبد الواحد المشيقح (التعاوني) الأصيل وكلي أمل بالله أن يبقى هذا «العريق» بين الكبار «كبيراً» على مدى سنوات العمر وألف مبروك لرجالاته الكبار وجماهيره العاشقة وأصدقائي (التعاونيين) الموجودين في الرياض من أهل بريدة.. دمتم ودام التعاون ومرحباً بفريق الفيصلي وأهلاً بأبناء حرمة في دوري الكبار ولا أنسى أن أهنئ زميلنا العزيز الأستاذ إدريس الدريس المحب للفيصلي والهلال.
الحلم تحقق ب(ديربي) القصيم
إذا كان للتعاون مكانة في قلبي فلفريق الرائد أيضاً مكانة أخرى ورئيسه الرائع فهد المطوع، فصاحب الأخلاق الرائعة يستحق أن يبقى فريقه الرائع الرائد في دوري زين، وبالمناسبة رئيس الرائد يعد من أهم مكتسبات الدوري هذا العام وذلك لما يملكه من أخلاق وروح رياضية عالية وحماس وفكر رياضي قلَّ أن يوجد مثيل له في الأندية الأخرى وقد تحقق حلم الجماهير الرياضية في المنطقة الوسطى بوجود ديربي ثان في الموسم القادم والذي سيكون موسم (القمم) و(الديربيات)، نعم.. شكراً لسمو الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل اللذين حققا لنا هذه الأمنية بزيادة أندية الممتاز إلى 14 فريقاً لنشاهد ديربي (التعاون والرائد) كما هو ديربي النصر والهلال، فالمتعة ستزيد والفائدة ستعم الجميع وجمهور القصيم «الحبيب» يستحق ذلك وأقول من زمان يا (رائد وتعاون) وينكم نحن مشتاقون لكم..!
نجوم الموسم في نظري
أ - المدرب «جريتس» هو المدرب الأبرز والأفضل في الدوري.
ب - أحسن حارس «خالد راضي» النصر.
ج - أحسن مدافع «أسامة هوساوي» مدافع الهلال.
د - أحسن لاعب وسط «رادوي» الهلال.
هـ - أحسن مهاجم «محمد السهلاوي» النصر.
«الإداريون»
أ - الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر والأمير فهد بن خالد المشرف على كرة الأهلي والأستاذ فهد المطوع رئيس الرائد ورئيس الفتح الأستاذ عبدالعزيز العفالق ورئيس نادي الاتحاد الدكتور الخلوق خالد المرزوقي، فهم الأفضل هذا العام وهم مَن أضافوا للدوري «النكهة والإثارة والجمال».
«الجماهير»
الجماهير الهلالية والجماهير النصراوية هما «ملح الموسم»، ففي كل مكان وكل ملعب تجدهم، وأعد جماهير (الزعيم) هم جماهير العشق، أما جماهير (الشمس) فهم «الظاهرة» بالفعل ولا أنسى جماهير التعاون والرائد.. جماهير (السكري القصيمي) بالفعل..
(خاتمة)
كل عام وأنتم بألف خير ونتعشّم خيراً أن يكون الموسم القادم 2011 أحلى وأجمل وأمتع من موسمنا الحالي 2010 الناجح بكل المقاييس.
