الأمطار الغزيرة التي نزلت على بعض مناطق ومدن المملكة لها وجهان، وجه نافع، ووجه ضار، الوجه النافع له عدة منافع، منها -مثلا لا حصرا- سقيا النباتات، تغذية مخزون المياه الجوفية، تلطيف الأجواء. تنظيف التربة وغسل الأملاح، وآخر ما يمكن أن يفكر فيه من منافع الأمطار أنها ربما تدفعنا للتفكير بكيفية تلافي حدوث ما قد حدث. بالأمس انكشفت عورة تصريف السيول بشرق مدينة جدة، كما تعرضت الرياض لما لا يخفى على الجميع، فإذا أمعنا النظر، وجدنا معاناة الرياض مع السيول تتكرر في مطامن الطرق الصناعية، أي الأنفاق التي ستظل الكباري فوقها، وهو يدعو بالضرورة للتفكير في الوجه الآخر لتصميم الطرق، بما يماثل تصميم التقاطعات على الطرق الطويلة حيث مستوى الطريق مساوٍ لسطح الأرض بينما ترتفع الطرق المقاطعة له بكباري في غاية روعة التصميم والسهولة والأمان، ولا أظن عامل التكلفة هو معيار اختلاف تصميم طرق المدن بحفر الأنفاق لخدمة التقاطعات وإقامة الجسور لنفس الغرض في الطرق الطويلة، لذا فلا بد من معالجة الأمر فلا يكون هناك من خوف وهم من احتمال غمر السيول للمطامن الصناعية للطرق، بل طمأنينة وفرح بمواسم الأمطار.