باسم جميع موظفي سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين الشقيقة أود أن أعرب عن الفخر والاعتزاز بتسلم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال خدمة العلوم والتعليم الطبي من جامعة الخليج العربي في مملكة البحرين، حيث جاءت تتويجاً لجهود المملكة العربية السعودية في دعمها المستمر للجامعة منذ عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله- حين قال كلمته المشهورة (الجامعة أقيمت لتبقى لا لتغلق) وذلك عندما واجهت الجامعة أزمة مالية وكانت على وشك الإغلاق فتحمل- رحمه الله- دعمها مالياً وما تبعه أيضاً من عطاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وما أوقفه لدعمها وكذلك حرص صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز- حفظهم الله- وإنشاء مركز الطب الجزيئي الذي تكفلت به صاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم الإبراهيم حرم- المغفور له بإذن الله- الملك فهد بن عبدالعزيز، وهدية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذه تأتي استكمالاً لحرصه واهتمامه- حفظه الله- في الارتقاء بالتعليم في المملكة العربية السعودية حيث شمل جميع مناطق المملكة عقد النهضة التعليمة المتطورة في مملكتنا الحبيبة وتوفير التعليم لأبناء المملكة الغالية ابتداء بمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام تطور فيها عدد الجامعات من ثماني جامعات في عام 1419هـ إلى 24 جامعة في عام 1431هـ وعدد الجامعات الأهلية إلى تسع جامعات واستكمال برنامجه- حفظه الله- في الابتعاث الخارجي الذي بلغ المرحلة الخامسة ويخلق فرصاً جديدة في التعلم للشباب السعودي ويعد بمثابة الاستثمار الحقيقي في بناء المواطن وتعليمه ويزيد من التنافس الشريف بين الجامعات السعودية وخصوصاً الناشئة منها ويزيد من حرص أبناء وبنات المملكة سواء في الجامعات السعودية أو في الخارج لمواصلة التحصيل العلمي لخدمة دينهم وملكهم ووطنهم.
وتعتبر هدية خادم الحرمين التي أعلن عنها في مملكة البحرين الشقيقة أثناء زيارته- حفظه الله- بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة وإعلانه بتقديم مبلغ مليار ريال لإنشاء مدينه طبية تتبع لجامعة الخليج العربي استمراراً للدعم السعودي لهذه الجامعة، التي أرسى دعائمها أشقاؤه قادة مجلس التعاون الخليجي انطلاقاً من الدور الجليل للتعليم العالي والجامعي في تطوير المجتمع الخليجي وتوفير احتياجاته من المتخصصين والخبراء في شتى المجالات المهنية ذات الأهمية للمجتمع . وبعد تدارس الظروف الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لدول مجلس التعاون وما تواجهه من تحديات حضارية، وما يربطها من وشائج تاريخية وتطلعات مشتركة نحو مستقبل زاهر يكون أحد نتاجها خلق نوع من التلاحم الوجداني والوحدة الفكرية والتقدم العلمي لأفراد هذا المجتمع العزيز مما يحقق للمنطقة الخليجية الرقي الحضاري والنهضة التنموية في شتى المجالات إن شاء الله.
وتعتبر هذه الهدية في مجال العلوم الطبية خير دليل على مدى اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالعمل الخيري الإنساني في خدمة مسيرة العمل الخليجي المشترك لما فيه الخير لأبناء المنطقة، وإعلان مرحلة جديدة وإشعاع علمي وتدريبي عالمي في مملكة البحرين ذات النجاح المالي المشهود سوف ينعكس على دول مجلس التعاون الخليجي ويلقى اهتماماً من باقي الأشقاء لما للجامعة من دور علمي كبير يلمسه أبناء الخليج وسوف يكون بمشيئة الله لها دور علمي تدريبي مؤهل يضاف لإسهاماتها السابقة ينعكس بالتالي على أبناء الخليج العربي والأمة العربية والإسلامية.
وكان لتجاوب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة لهدية خادم الحرمين- حفظهم الله- بأن منح أرضاً للمدينة الجامعية أكبر الأثر في إتمام هذا المشروع الحضاري الخليجي الكبير وأظهرت مدى حرص حكومة جلالته والشعب البحريني الشقيق على المشروع الخيري.
ولا يسعني ومنسوبو السفارة إلا الإشادة والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وأشقائه قادة الخليج العربي مثمناً القرارات التي تصدر من القيادات الخليجية التي تعتبر بتوفيق من الله مثالية في التخطيط الإستراتيجي المستقبلي لكافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتجسيداً للدفع بمسيرة التكامل وتسخير كافة الإمكانات لتطويرها وازدهارها، ويكمن في الإعداد الأمثل لأجيال مؤهلة بالعطاء في سبيل خدمة وبناء بلدانها والسير بها لآفاق الرقي والتطور.