أستغرب مطالبة جمعية حقوق الإنسان الأهلية - ليس الهيئة الحكومية للتفريق - أستغرب مطالبة هذه الجمعية بإلغاء (الكفيل) والذي تغير مسماه الآن إلى (صاحب العمل)!
|
إن (بقاء صاحب العمل) هو في صالح الطرفين المستقدِم - بكسر الدال- والعمل نفسه، وفيه حفظ لحقوق الطرفين.. فالعامل سيجد حقه محفوظاً لأن هناك عقداً مع صاحب العمل ينص على حقوقه المادية والمعنوية، وأمر ثالث كون العامل مرتبطاً بصاحب عمل فيه جانب أمني وحقوقي، إذ المستقدِم هو المسؤول أمام الجهات المسؤولة سواء أمنية أو غيرها عن هذا العامل الوافد. لا أدري كيف تطالب وتلح جمعية حقوق الإنسان بإلغاء صاحب العمل - الكفيل سابقاً-.. هل من المعقول أن المواطن يستقدم عاملاً بتكلفة تربو على عشرة آلاف ريال - وبسبب أنه غير مرتب بصاحب العمل - فإنه يجد نفسه حراً فيترك صاحب العمل ليعمل عند شخص آخر، إذ هو غير مرتبط بمن استقدمهن ومن أعجل الأمور أحد مبررات الجمعية بإلغاء الكفيل -كما يسمى سابقاً- تشويه سمعة المملكة..؟!
|
هل إساءة عدد محدود لنظام الكفالة يلغي نظاماً كاملاً فيه مصالح كبيرة تحمي حقوق الجميع.. ومتى كان سوء تطبيق بعض الناس للنظام سبباً لإلغائه.. أمر آخر أننا إذا كنا سنراعي الآخر في أنظمتنا ومصالحنا ومصالح أبناء الوطن فهذا معناه أننا سنلغي الكثير من بنود الأنظمة التي تصب في صالح الوطن والمواطن فضلا أن هذا الآخر لن يرضى عنا مهما عملنا إلا إذا (اتبعنا ملتهم في أنظمتهم) ولكل بلد ظروفه ومتطلبات أبنائه.
|
إن إلغاء نظام الكفالة دعوة إلى فوضى تسيء لكل الأطراف، وإلى الوطن -كما قال الأستاذ علي الشدي- عندما تناول هذا الموضوع في صحيفة (الاقتصادية) المتألقة، ولننظر الأضرار التي نتجت عن السماح بتنقل العامل دون إذن صاحب العمل وأهمها ازدياد الهروب - كما أشار أ. الشدي - نعم لقد سهَّل الانتقال من منطقة إلى منطقة أخرى أمر الهروب والمملكة قارة وليست بلداً صغيراً محدوداً.. وكان المفروض أن يكون السماح بالتنقل مشروطاً.. بحيث يتم عبر أخذ (العامل) إجازة قصيرة أو طويلة ويكون الأمر واضحاً أمام صاحب العمل وجهات الأمن والمواطن الذي قد يشغله وهو لا يدري عن وضعه أو يدري عن هروبه أو قد يتستر على ذلك ولو تم تطبيق هذا المقترح للحدَّ من عملية الهروب.. ومقترح (الإجازة للتنقل) أبداه لي وأنا أتحدث معه أ. سعد البداح رئيس اللجنة الوطنية للاستقدام وصاحب الخبرة الطويلة في هذا الشأن فضلاً عن إخلاصه ووطنيته، فهل بعد هذا تطالب جمعية حقوق الإنسان بإلغاء صاحب العمل؟
|
|
|
مرة كنت أستمع إلى فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين عليه رحمة الله في برنامج (نور على الدرب) وإذا به يطلب بعد أن سمع سؤال السائل الانتظار في إجابته مشيراً إلى أنه سيبحث موضوع السؤال ويراجعه ثم يجيبه في حلقة قادمة من البرنامج.
|
رحم الله الشيخ ابن عثيمين.. إنه لم يستنكف عن البحث، أو يسارع بالإجابة على سؤال ليس متأكداً من جوابه.
|
ترى أين شيخنا الآن من بعض المفتين في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة الذين يجيبون أحياناً، والسائل لم يكمل سؤاله بل إن بعضهم يسارع ولا يستنكف من الإجابة وبسرعة البرق على أي سؤال بدءاً من شؤون الأسرة إلى علوم الذرة.
|
ليت المفتين يكون لهم قدوة في شيخنا ابن عثيمين وعدد كبير من مشايخنا المعاصرين فلا يتسرعون بالفتوى و(يلفظونها وهي حارة) كما يقول المثل!.
|
إن شأن الفتوى في أمور الدين شأن عظيم.. ولا جناح عليكم يا بعض المفتين عندما تتوقفون أو تراجعون أو حتى تعتذرون!.
|
|
ظللت أتأمل طويلاً في هذه العبارة وكلما قلَّبتها على وجوهها وجدتها تزداد صدقاً وحكمة: (خذ من الدنيا ما تريد وخذ بقدرها هماً)!.
|
وهذا صحيح جداً فلكل شيء ضريبته!.
|
فالمنصب والمال والجاه بقدر ما أنها نعم على الإنسان إلا أنها تحمل تبعات تصاحبها، وهموم ترافقها.
|
|
للشاعر صالح سعيد الزهراني:
|
(تعاتبين غيابي.. والهوى عَتب |
فعاتبي، إنَّ أحلى الحُبَّ في العتبِ |
إن غبتُ عنك لأمرٍ يا معذِّبتي |
فإنَّ قلبي مقيمٌ فيكِ لم يغبِ) |
فاكس 4565576 |
|