يوم آسيوي كروي حاسم في الملاعب الآسيوية.. زحف جماهيري هلالي متوقع وبأرقام قياسية إلى درة الملاعب.. للوقوف خلف الفريق الأزرق في مباراته المفصلية أمام فريق بونيدكور الأوزبكي.. خسارة كأس الأبطال لن يكون لها وقع سلبي على الفريق.. بل ستكون حافزاً قوياً للتعويض.. وستكون الخسارة فرصة لتصحيح الأخطاء الساذجة التي حصلت في النهائي.. فلا مجال اليوم للاختراع والتجريب..
في الموسمين المنصرمين فقدَ الهلال فرصة التأهل مع أنه لعب على باب واحد مع منافسيه.. فالأفضل للهلال مواجهة فريق أجنبي قوي جريء يفتح اللعب.. بدلاً من فرق خليجية تتقوقع في منطقة الجزاء لتمارس أي شيء إلا لعب كرة القدم بحثاً عن ترجيجية أو هدف بضربة حظ..
فتح الاتحاد والشباب أبواب الملاعب مجاناً لجماهير الناديين.. وجاء دور الهلال في تخفيف العبء عن جماهيره التي لا بد أنه أصابها شيء من الإحباط بعد خسارة كأس الأندية الأبطال.. ما حتّم تدخل الإدارة والشريك الراعي وفتح أبواب الملعب على مصاريعها لدفعها للحضور ومؤازرة الفريق..
(بيدي لا بيد الإتي)!!!
فوز الاتحاد بكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال ليس مفاجأة بحد ذاته.. بل كان وارداً وبقوة.. المفاجأة هي في المستوى الذي ظهر به الهلال في المباراة.. والملفت أن هذه الحالة تكررت للهلال وأمام الاتحاد في ثلاث مناسبات هامة ومتقاربة خلال المواسم الأخيرة!.. لم تحدث لعوامل خارجية.. بل من داخل الهلال نفسه!..
في نهائي كأس الدوري قبل أربعة أعوام.. عاد الهلال للرياض من معسكر العين فجر يوم المباراة.. ولم يحظ اللاعبون بقسط كافٍ من الراحة والنوم خصوصاً أنه يوم جمعة.. ليظهر لاعبو الفريق متثاقلين بالكاد يسحبون أقدامهم.. وليتوقفوا تماماً عن الحركة في شوط المباراة الثاني.. ويتقوقعوا في منتصف ملعبهم يتلقون الهجمات تلو الهجمات!!..
في ختام الدوري المنصرم أخذ عزيز كرتاً أحمر في أول ثلث ساعة ليجهز مبكراً على آمال فريقه.. وهذا الموسم خبص المدرب العالمي خبصة غريبة!! وفشل في حل معضلة المحور وأكملها بتغييراته غير الموفقة!!.. ليقدم الهلال فريسة سهلة الهضم للعميد.. ومع كل هذا فالهلال في جميع المناسبات الثلاث صمد.. وقاوم ضد الخسارة حتى الرمق الأخير..
التحكيم المحلي
له نصيب في النهائي!!..
رغم أن الحكم الأجنبي أدار المباراة النهائية ونجح فيها إلى حد كبير.. ولكن هذا لا يعني أن الحكم المحلي كان بعيداً عن تحديد النتيجة أو التدخل بشكل غير مباشر في تجيير اللقب.. فالكرت الذي رفعه الحكم خليل جلال للاعب رادوي رغم أنه قدَّم مباراة مثالية جداً.. لينذره جلال عند أول خطأ يرتكبه! قبل نهاية المباراة بقليل!.. في وقت تغاضى عن أخطاء أفدح مما ارتكبه رادوي.. هذا الكرت لعب ب (حسبة الهلال) خصوصاً مع الظرف الذي حدث للغنام واستمرار معاقبة عزيز.. بل فقدَ الهلال رادوي حتى في ركلات الترجيح!..
لماذا.. إيقاف الثنيان
والسماح لنور..؟!..
اتخذ اتحاد الكرة موقفاً جريئاً وشجاعاً عندما سمح للاعب الاتحاد محمد نور بالمشاركة أمام الشباب رغم أن اللائحة الآسيوية تنص على منعه من المشاركة حتى يكمل فترة إيقافه مباراة بعد خروج فريقه من الآسيوية!.. ولم توضح الأمانة العامة لاتحاد كرة القدم كيف تمكنت من تجاوز هذا المطب وبهذه السرعة رغم ضيق الوقت.. وهل تمَّ هذا بالتنسيق مع الآسيوي أم لم (يجيبوا خبره) بحجة أن هذه منافسة محلية!.. سرعة معالجة الاتحاد المحلي لهذه المعضلة وإصراره على مشاركة نور رغم أن اللائحة الآسيوية واضحة نقطة إيجابية تُحسب له.. لكن المشكلة الدائمة عدم ثبات المواقف من لجان اتحاد الكرة.. فحادثة نور تذكِّرنا بالإيقاف المفاجئ الذي تعرض له لاعب الهلال يوسف الثنيان عندما أرسل الاتحاد الآسيوي خطاباً يطلب فيه إيقاف الثنيان حتى في المنافسات التي هي خارج مظلة الاتحاد الآسيوي في تصرف ارتجالي غير مسنود بلائحة!..
وتوقيت القرار يشير إلى وجود شكوك أن هناك من خاطب الآسيوي عنوة ودون مبرر ليستفسر بشأن إمكانية مشاركة الثنيان في لقاء السوبر المصري!!.. بين الهلال بالإسماعيلي المصري.. ليأتي القرار عاجلاً بمنعه من لعب المباراة!!..
ومع أن اللقاء يُعتبر في ضيافة الهلال.. لكن أُجبر على اللعب خارج قواعده وفي جدة في خطوة لا يعرف تفسيرها حتى الآن.. فهناك من طار بالقرار على أول طائرة.. وكأنه لم يصدق أن يُمنع الثنيان.. وبيده خطاب المنع مع أن الأمانة بإمكانها تأجيل إشعار الهلال إلى الغد!!.. ليصل قرار المنع قبيل لقاء الهلال بالإسماعيلي بأقل من ساعتين ويربك الاستعدادات الهلالية ولا يجد حتى وقتاً للاعتراض.. فاضطر الهلال بسبب قرار تعسفي لا سند له بلائحة.. ولم يطبق مثله على أي لاعب آسيوي موقوف.. ووصل بوقت حرج ليلعب دون أهم لاعبيه.. ولكن العدالة الإلهية كانت حاضرة فكسب الهلال كأس الرئيس المصري..
موت وخراب ديار
وكأنه لم يكن كافياً معاقبة سامي الجابر في قرار إيقاف غير مسبوق ضد إداري على مستوى الأندية الكبيرة.. في وقت نسمع عشرات التصريحات الجارحة ضد حكام ومسئولين.. وتمر برداً وسلاماً دون أن تحرِّك الأمانة العامة ساكناً..
وإذا صدق أنه تمَّ منع الجابر من صعود المنصة والتشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين.. فهذا إجحاف وتجاوز واستهداف شخصي.. لأن المنع من مرافقة الفريق أثناء المباراة كافٍ.. فسبق أن صعد موقوفون من لاعبين ومدربين للمنصة.. بل إن لاعباً موقوفاً استلم كأس بطولة كبيرة!.. فما الداعي لهذا المنع!!.. فبمنطق منع صعوده المنصة.. المفروض يُمنع من الخروج من بيته.
حتى لو صدق أن الموقوف لا يصعد.. فيُوجد مخرج سهل لهذه المعضلة!.. لأن الجابر ممكن يصعد كعضو مجلس إدارة في ناديه.. ولكن ربما هو التلذذ والشوق لاستعادة ذكريات الإيقافات التي عانى منها الجابر خصوصاً في النصف الأول من حياته الكروية وعقب خطفه للقب هداف الدوري!!..
ضربات حرة
* تتويج الهلال بجائزة القرن في حفل عالمي بلندن.. قطع آخر عذر للمشككين بحجة أنه لم يُقم حفل لتوزيع الجوائز وتتويج الأندية الفائزة!.. ولكن لا يصح إلا الصحيح.. فالهلاليون صبروا وظفروا!..
* ضربات الترجيح تُسمى عادة (ضربات الحظ).. لكنها في النهائي كانت (ضربات الإنصاف) لأنها أنصفت الاتحاد الأفضل خلال دقائق المباراة.
* أعتقد أن جيرتس افتقد سامي كخبير فني بسبب الإيقاف!
* العالمي جيرتس ارتكب غلطة مزدوجة بالنسبة للفرج.. فإضافة إلى أنه ناشئ صاعد فهو لا يلعب محوراً.. ولا يتناسب مع لمسته الفنية على الكرة!!.. وممكن للهلال أن يخسر الفرج بسبب وضعه بمركز يتطلب صلابة وقوة والتحاماً لا تتناسب معه..
* ما يُؤخذ على جيرتس عدم منحه فرصة كافية للموهوب عبد العزيز الدوسري.. فهذا اللاعب سيحدث نقلة كبيرة في الكرة الهلالية لو اعتمد عليه..
* جيرتس مدرب عالمي وأصاب نجاحاً كبيراً مع الهلال.. واستمراره مطمع كل الهلاليين لأنه لا يوجد مدرب كامل ودون أخطاء..
* الفائدة التي قد تعود على جيرتس من تخبيصته الغريبة.. أنه إذا صدقت توقعات رحيله عن الهلال.. ستكون (الممانعة الجماهيرية) ضد رحيله ليست بالحدة المتوقعة.
* برنامج (الجولة) أحضر علماء نفس واجتماع لمناقشة ظاهرة جمهور النصر عقب أن ملأ واجهة استاد الملك فهد!.. وكأنهم نسوا أن جماهير نادٍ آخر ملأت الاستاد تماماً..
* مع كل هذه المجاملات.. تعرَّض برنامج الجولة وبشكل مفاجئ (لنيران صديقة)!.. عندما أصدرت إدارة النصر بياناً تقاطع به البرنامج!.. وإن كان التوقيت يجعل من المقاطعة لا معنى لها.. لأن البرنامج أصلاً يعيش أيامه الأخيرة.
* عندما كشفت بعض الصحف قبل أشهر عن تعاقد النصر مع المدرب زينجا.. تمَّ تكذيب الخبر واتهمت أنها تريد زعزعة الفريق بالشائعات.. والآن بعد أن اتضح صحة هذا الخبر الصحفي.. تمَّ وصف نفي الخبر أنه مجرد (كذبة بيضاء)..
* لو مُنح اللاعبون فرصة للراحة والتقاط الأنفاس بعد موسم شاق أفضل من إقامة معسكر للمنتخب رغم عدم وجود مشاركة قريبة.. أو على الأقل كان من الأجدى الاكتفاء باستدعاء الأسماء الصاعدة..
* إذا كان نور سيقدم في المنتخب نفس المجهود والقتالية التي قدمها مع فريقه في نهائي الكأس فموقعه محجوز بالمنتخب.. ولو رغم أنف بسيريو..
* رغم خسارة الاتحاد لنهائيين متتاليين في مسابقة كأس الملك للأندية الأبطال.. وآخرها الخسارة برباعية نظيفة من الشباب.. إلا أن هذا لم يفت بعضد الفريق الاتحادي الذي ثابر وحاول حتى كسب الكأس بجدارة..
* في النهائي بسبب تركيز المخرج على إظهار رابطة الاتحاد ومحاولة تضخيم الحضور الاتحادي مع أنه أقل من ثلث الجماهير المتواجدة.. كانت نتيجته إخراجاً باهتاً في كثير من أوقات المباراة!..
* نأمل من المخرج اليوم أن يتفاعل مع المباراة ويقدمها بشكل ممتع للمشاهدين صوتاً وصورة.. ولا يبحث عن مقاعد خالية لأني أعتقد أنه لن يجد..
* بعد أن تمَّ التهجم كثيراً على لجنة مكافحة المنشطات والإساءة للمسئولين فيها لخاطر حسام غالي.. ها هي إدارة النصر الآن تتهم حسام غالي بأنه يمارس لوي الذراع تجاه النادي!..
* قد يندم النصر إذا فرط بفيجاروا كما حدث مع إلتون.. فليست اختيارات المدرب للمحترفين تكون ناجحة دائماً.