على صعيد مثيرات الأفكار العامة في المجتمع، يمكننا أن نضيف إلى الشأن النسائي الذي طغا وتجاوز، شأن المياه وتصريفها، ليس في القرى، والضواحي، والأنحاء بل في العاصمة والمدن الكبرى، هذا الشأن الذي استخرج، وجدَّ بكثير من الأسئلة عن اللماذية بعد حضور كل مثير، فبطون الشوارع كم اغتيلت حفرا وردما، وكم مددت بأوردة وشرايين، وكم تضرر المارون بها، وطالت بهم مسافات السير تلافيا لإغلاق من أجل تمديد، وكم لم ينم طفل وعجوز من دك أصوات الحفر وإزاحة، والإمداد أذنيه، وكم من الصدور الموبوءة بأغبرتها قد تأذت، وصبرت من أجل أن تمضي بها ساعات الزخ والإمطار في بهجة البلل، غير أن ما حدث من إغراق كارثي ليدعو إلى شج عروق الأرض والتأكد من سلامتها، وبث نبضات العس وراء مسببات عدم سلامتها، بمثل ما دعت موجة الصراخ عن ومن النساء انبعاث الأسئلة وأولها: هل حق المرأة لا يتحقق إلا بالسفور..؟
لكن يبدو أن كثيراً من فوَّهات المقابر, قد انبعجت لتستوعب مثيرات الأفكار، من جهة ولتخرج عظامها عصيا تجلد الخفي من الأسباب التي كانت مدفونة فيها..
إن إيقاع الخطو المبهرج في مسيرة شؤون المجتمع، لا ينبغي التسليم معه، بسلامتها، وقدرتها على استيعاب القادم، ذلك لأن أي بناء لا يقوم على دعائم قوية، ستدكه ريح أو مطر..
بدءا بأي شأن له وطيد التماس بإنسان المجتمع، وتوجهاته، وقناعاته، وانتهاء بشأن أي بناء في الأرض التي يمشي فوقها، وإن كان طريقا مزفتا لا مفارج للماء فيه، أو كبريا ممتدا ليقل مركبة يقودها..,
فليس شأن تصريف المياه وحده ما يحتاج لوقفة، بل شأن تصريف ما يفكر فيه المرء أيضا يحتاج لذلك..