الجزيرة- وهيب الوهيبي

اعترف الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أنه كان قلقا منذ زمن بعيد بسبب ما يراه أن ضعف الوعي عند بعض العاملين للإسلام أن يحمل على الاندفاع غير المتوازن، والوقوع فيما لا تحمد عقباه، من إتباع المتشابهات، والخوض في الفتن، والغلو في الدين،

وأكد الوزير آل الشيخ في مقدمة أول كتاب يجمع جميع شبهات الفئة الضالة ويرد عليها بأسلوب علمي تفصيلي صادر حديثاً عن وزارته بعنوان: (النذير مناقشة علمية لأبرز الشبهات المتعلقة بالإمامة والجهاد والتكفير) للدكتور ماجد بن محمد المرسال المدير العام للتوعية العلمية والفكرية.. أكد أنه نبه منذ ما يزيد على عقدين من الزمان على الضوابط الشرعية في موقف المسلم من الفتن والنوازل العامة، وأهمية تبصير الشباب بفقه المقاصد، وقواعد المصالح والمفاسد، وما يتعلق بالولاية والسياسة الشرعية، من أجل تحقيق الوسطية في الدين، والاعتدال في المنهج، دون غلو أو جفاء.. لافتاً إلى أن فقه الفتن والنوازل والأزمات من أهم أنواع الفقه وأدقها وأخفاها على كثير من الناس وخاصة فئات الشباب الذين من طبيعتهم العجلة، والاندفاع، وعدم النظر في العواقب، وهم أحوج الناس إليه في كل وقت وآن، وفي عصرنا الراهن بخصوصه.

الكتاب جاء نتيجة تجربة علمية وعملية في الحوار للمؤلف خلال السنوات الماضية في التوعية العلمية والفكرية بالوزارة وما يثيره بعض الموقوفين في لجان المناصحة وفي حملة السكينة للحوار وما يطرحه بعض المناوئين والمتحاملين على الدعوة الإصلاحية المباركة التي يسميها أعداؤها (الوهابية)

الكتاب الذي جاء في (511) صفحة من القطع المتوسط رصد أبرز الشبهات التي يحتج بها الغلاة، وبلغت إحدى وثلاثين شبهة، تم الجواب عن كل شبهة منها من وجوه متعددة من أبرزها التكفير تحكيم القوانين والانضمام للهيئات الدولية والولاء والبراء ومداهنة الكفار ووجود الربا والمنكرات والعذر بالجهل ومن لم يكفر الكافر فهو كافر وتعطيل الجهاد والقتال لإقامة الخلافة وإخراج المشركين من جزيرة العرب وقتل رجال الأمن دفعاً للصائل والجهاد في أفغانستان والعراق. وأشار المؤلف إلى أن الباعث له على تأليف الكتاب (الشفقة بالشباب والخوف عليهم من عواطفهم الجامحة وحماساتهم الجارفة واندفاعاتهم المتهورة التي ورطتهم في إحراق أنفسهم وأسرهم وأوطانهم دون وعي أو إدراك بحقيقة ما يقومون به مؤملاً أن يسد هذا البحث ثغرة مهمة في المواجهة الفكرية للغلو، وأن يكون فيه ما يفيد الباحثين في الجواب عن الشبهات المثارة).