الجزيرة - الرياض
رأى معالي الدكتور علي بن إبراهيم النملة أنَّ صياغة المصطلح أضحت علمًا تعارف المعنيون على تسميته بعلم المصطلح، وإنْ لم يكن قائمًا مستقلاً بذاته عن سواه من العلوم، وقال: إن الصياغة اللغوية للمصطلحات تقوم على البناء الفكري الذي تترجمه اللُّغة إلى مصطلح، وبحسب قوَّة الأمَّة المتحدِّثة للُّغة تكون قوَّة المصطلح في بنائه، أو صياغته، أو ترجمته، ووضوحه وتعبيره عن المعنى الذي صيغ من أجله.
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها معالي د.علي النملة في (منتدى العُمري) بمقره بحي الفلاح بمدينة الرياض بعنوان : ( إشكالية المصطلح في الفكر العربي - الاضطراب في النقل المعاصر للمفهومات )، وقدم للمحاضرة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم العُمري عضو المجلس البلدي بمدينة الرياض راعي المنتدى، وحضرها عدد من الأكاديميين، والأدباء، والمفكرين المهتمين بموضوع المحاضرة.
وبين معاليه أن ثمَّة صعوبات تواجه الباحث في المفاهيم الإنسانية بوجه عام، أبرزها أنَّ هذه المفاهيم لا يمكن أنْ تقاربَ المصطلحات العلمية من حيث الدقَّةُ والضبط، أو أنْ يُجمع فيها الناس على تعريف واحد أو تحديد بعينه، من الصعوبة الخوض في بحث هذه المصطلحات، والسعي إلى إقناع الآخرين بإعادة النظر في إطلاقاتها المشاعة، والاستعاضة عنها بالبديل المؤصًّل عربيًّا (لا مشاحة من الاصطلاح).
وقال الدكتور النملة: إن لفظة «المصطلح» ليست وليدةَ العصر الحديث، ففي التراث الإنساني إسهامات عالجت المفهوم، واشتهر عند المسلمين لفظ «الاصطلاح» أو المعنى الاصطلاحي، ويُقصد به نقل اللفظ من معناه اللغوي إلى معنىً آخر تتَّفق عليه طائفة مخصوصة من العلماء أو المفكِّرين، ليس بالضرورة أنَّ من يجيد لغتين يجيد فنَّ الترجمة والنقل بينهما، بما في ذلك القدرة على صياغة المصطلح.