Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/05/2010 G Issue 13740
الاربعاء 28 جمادى الأول 1431   العدد  13740
 
حديث المحبة
عندما يتحدث سلمان بن عبدالعزيز
إبراهيم بن سعد الماجد

 

اعتقد جازماً أن أخذ المعلومة من مصدرها لمن ينشد الحق هو أقصر الطرق للخروج من الخلاف والتنازع بسبب مصطلح ما أو رؤية ما قالها هذا أو ذاك، سواء كان عن قصد الإساءة أو بسبب قصر نظر وقلة علم.

ونحن في المملكة العربية السعودية قدرنا منذ أن أسست هذا الدولة، وأقصد التأسيس الأول أي منذ دولة الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - مروراً بالثانية وانتهاء بالدولة الحديثة التي كانت على يدي الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه -، قدرنا أن نكون مستهدفين ليس بسبب ثرائنا، حيث إن هذا الثراء يعد حديثاً، ولكن بسبب أن هذه الدولة قامت على النهج النبوي العظيم وما قبل أئمة هذا الدولة على مر الزمان وتغير الأحوال أي مساومة من أي طرف ولأي سبب كان، فكانت الكلمة واحدة لا مساومة على الدين، ولهذا كثرت سهام الحاقدين والمتربصين وأصحاب البدع والخرافات، وما ذلك إلا لأن هذه الدولة ترفض وبشكل قاطع أن ينال نائل من هذه الشريعة المحمدية الطاهرة، وهذا ما تعاهد عليه الإمامان محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب - رحمهما الله -.

انطلق موكب الدعوة يؤازره سيف العدل والإصلاح، فتأسست دولة آل سعود المباركة وشعارها منذ تلك اللحظة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) حاربت كل بدعة وهدمت كل صنم وأقامت شرع الله بين عباد الله، فاستقام لها البنيان والتحمت الصفوف، فكانت صفاً واحداً وصوتاً واحداً، وما ذلك إلا لأن الهدف واحد والعقيدة واحدة.

في هذا الشأن يأتي الأمير سلمان بن عبدالعزيز خير من يتكلم في مسألة هذه الوحدة وهذه الدعوة التي يقول عنها الذين لا يريدون لهذا الوطن ولا لهذه الدولة الخير حتى وإن قالت ألسنتهم غير ذلك، إنها مذهب جديد أو طريقة جديدة أو في أحسن أقوالهم أنها دعوة للسلفية.

يقول الأمير سلمان بن عبدالعزيز في هذا الشأن: (إن بعض الكتابات تخلط بين وصف الدعوة بالوهابية وبين المصطلحات الأخرى، اعتقاداً بأن الأمر يتعلق المصطلح فقط، بينما الحقيقة هي أن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - التي أيدها وناصرها الإمام المؤسس محمد بن سعود - رحمه الله - واستمر على ذلك أبناؤه وأحفاده إلى يومنا هذا إنما هي دعوة للعودة إلى مبادئ الدين الإسلامي كما جاءت في الكتاب والسنة النبوية الشريفة.

وبإمكان أي منصف أن يطلع على رسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب وكتاباته، ليتبين له عدم وجود جديد في تلك الدعوة يخالف الكتاب والسنة ويخالف منهج السلف، وما هي إلا دعوة إلى العودة إلى الأصول الصحيحة للعقيدة الإسلامية الصافية التي هي أساسها ومنطلقها) أ.هـ.

في توضيح الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بيان صريح وواضح بأن هذه الدولة دولة توحيد وشريعة سمحاء لا دعوة مذاهب ولا عصبيات عقدية معينة وأن لا شيء جديد جاء به الإمامان في مسألة الدين، وإنما هي دعوة صريحة وواضحة للعودة للأصول الصحيحة للعقيدة الإسلامية.

عندما يأتي سلمان بن عبدالعزيز ليؤكد ذلك للجميع في الداخل والخارج فإن من المفترض على كل كاتب وخاصة نحن السعوديين أن نعي ما يراد بنا وما يراد بهذه الدعوة من سوء وأن نكون أكثر وعياً وإلماماً بهذه الدعوة، وأن ننافح عنها لكونها دعوة محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم -، وأنها أساس دولتنا المباركة منذ أكثر من ثلاثة قرون، وأختم بهذه الدعوة المهمة من سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز للكتاب والباحثين حيث قال سموه: (لذا أدعو الكتاب والباحثين إلى عدم الانسياق وراء من ينادي بالوقوع في فخ مصطلح (الوهابية) وأنه مجرد مصطلح بينما يتناسى هؤلاء الهدف الحقيقي من وراء نشر هذا المصطلح للإساءة إلى دعوة سلفية صحيحة ونقية ليس فيها مضامين تختلف عما جاء في القرآن الكريم وما أمر به النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، خاصة أن هذا التشويه جاء من عدة جهات متعددة لا يروق لها ما تقوم به تلك الدعوة الصافية من جهة، وما أدت إليه من قيادة دولة إسلامية تقوم على الدين أولاً وتحفظ حقوق الناس وتخدم الحرمين الشريفين وهي الدولة السعودية التي مكنها الله في هذه البلاد لتخدم المسلمين جميعاً وتحافظ على هذا الدين، لأنها قامت على أساسه ولا تزال).

هذه الدعوة المباركة من هذا الأمير الجليل حري بكل كاتب وباحث أن يعيها ويدرك تمام الإدراك ما يراد بنا في هذا الوطن أرضاً وشعباً وقيادة، وأن نقف صفاً واحداً في حفظ الله لنا ديننا وقيادتنا وأمننا.



almajd858@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد