اليوم في الرياض يلتقي قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في لقائهم التشاوري المعتاد. وقبل أيام عقد وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون في الرياض اللقاء التشاوري الحادي عشر.
هذان اللقاءان، ورغم أنهما مجدولان زمنياً على أجندة الاجتماعات واللقاءات الدورية السنوية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلا أن عقدهما في هذه الأيام يتوافق ما تشهده منطقة الخليج العربي من أخطار وإشارات تنبئ بأنها مقدمة على أحداث مهمة تتطلب الاستعداد والتيقظ. فطبول الحرب تُسمع أصداؤها، والأبشع من ذلك أخذت المعارك الإعلامية تستعر مصحوبة بتهديدات مباشرة من قبل النظام الإيراني باتجاه أكثر من عاصمة خليجية.
الحرب القادمة إن نشبت إذ ما عجز (أصحاب النوايا الطيبة) باعتراض ما يخطط للمنطقة من إغراق في أتون المعارك وتوريط دول الخليج العربية في هذه المعركة الخاسرة من خلال الزج ب(طابور خامس) ينفذ توجيهات وأجندات نظام ليس بالضرورة يتوافق مع تطلعات شعبه.
وبوضوح تتطلبه طبيعة المرحلة الراهنة، لا بد من التنبيه من (خلايا نظام ولاية الفقيه) التي تعمل على تحويل دول الخليج العربية إلى ترسٍ يحمي النظام الإيراني من (غضبة الغرب) على برنامجه النووي واستفزازاته، من خلال تحريك هذه الخلايا التي تجعل منها المخابرات خدمة لتكتيك العمل المخابراتي (خلايا نائمة) تنشط وتبدأ العمل حينما تُحرك لتقوم بالفعل الذي من أجله أنشئت هذه الخلايا.
(الطابور الخامس) الذي تشكل خلاياه النائمة والتي كشف عن إحداها بدولة الكويت وقبلها في دول أخرى والتي يحركها وينظم أعمالها الحرس الثوري الإيراني لم تعد خافية، فهو واقع أصبح يشعر به.. ويعمل على مواجهة خطورته من خلال جرّ دول الخليج العربية إلى حرب غير مسؤولة عنها وتضر بأمن واستقرار المنطقة.
ولهذا فإن الأجهزة المسؤولة في دول الخليج العربية تعمل بجد لإيقاظ هذه الخلايا النائمة حتى تقطع الطريق على أي محاولة لتوريط دول الخليج العربية في حرب تضُر ولا تنفع.
jaser@al-jazirah.com.sa