كثيراً ما امتدحت هنا في هذه الزاوية الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف أمين منطقة الرياض، فالرجل يستحق أن يُمدح عمله، وأن يزكى، ولا يحتاج إلى شهادة تزكية فأعماله تزكية، وما فعله لمدينة الرياض شهادات تتصدى لأي محاولة لتشويه صورة هذا الرجل الذي كم نتمنى أن يكون من أمثاله في مواقع المسئولية.
هذا شيء يشاطرني فيه الكثير من أهل الرياض، وإن كان هناك من يعارض فهذه سنة الحياة لا يوجد إنسان يجمع على تأييده وحبه الجميع.
ولكن التأييد ليس على (طول الخط)، فالأمير الدكتور المهندس أمين منطقة الرياض لم يكن مطلوباً منه أن يتداخل مع الشيخ سلمان العودة، ليس لأن الأمين الأمير الدكتور غير معني بالموضوع، إلا أن الأمر لا يحتمل (الدفاع) عن أوضاع سيئة كالتي فرضتها الأمطار على الرياض، وظهور الأمين ورده على الشيخ يعطي انطباعاً للمتلقي المشاهد والمستمع وكأنه يدافع عن التقصير، وزاد الطين بلة أن الحوار تداخل فيه الحديث عن الفساد وعن الفاسدين. وعلى الرغم من أن الشيخ العودة لم يتحدث عن فاسدين فيما حصل في الرياض بعد وأثناء الأمطار، فالشيخ تحدث عن الفساد بمفهومه العام بوصفه ظاهرة، ولا أحد يستطيع أن ينفيه أو ينزه أحداً، مثلما لا يستطيع أي شخص أن يتهم أحداً بالفساد إلا بالبينة. والذين تابعوا وشاهدوا واستمعوا مداخلة الأمين والشيخ أغلبهم بل وجميعهم يعرفون من هو الأمير الدكتور أمين منطقة الرياض، فأعماله وأفعاله تشهد له، إلا أن رفض الحديث عن الفساد رغم كل ما حصل لا يتوافق مع الطبيعة والتفكير العلمي والأخلاقي للأمير الذي أعرفه هادئاً وخلوقاً جداً، ومتفهماً لطبيعة الوضع الذي فرضته السيول وأخطارها. ولا نريد أن يُذكر عنه أنه يدافع عن الفاسدين، وهو الذي يعمل من أجل قطع دابرهم.. ففي كل الدوائر والمؤسسات يعشعش مثل هؤلاء، وعلى الجميع أن يفضحهم قبل أن تفضحهم الأمطار.
وكان من الأفضل أن يحدد القصور من خلال برنامج جماهيري مثلما فعل في مؤتمره الصحفي، بل ويزيد بأن الأمر لم ينته فهناك حساب لكل من قصَّر في عمله.
jaser@al-jazirah.com.sa