Al Jazirah NewsPaper Saturday  08/05/2010 G Issue 13736
السبت 24 جمادى الأول 1431   العدد  13736
 
ركلات الترجيح أنصفت العميد
الاتحاد بطلاً لكأس المليك

 

كتب - عبدالكريم الجاسر:

توج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فريق نادي الاتحاد بطلاً لكأس خادم الحرمين بعد فوزه على الهلال بضربات الجزاء الترجيحية.. بعد تعادل الفريقين في الوقتين الأصلي والإضافي دون أهداف مع إهدار محمد نور لضربة جزاء في الدقيقة 89 من المباراة تصدى لها حارس مرمى الهلال حسن العتيبي.

المباراة لم تكن بالمستوى المنتظر.. وغلب الحذر واللعب الدفاعي عليها وخصوصاً من جانب الهلال، الذي كان في أسوأ حالاته خلال اللقاء وظهر تأثر الفريق كثيراً بالغيابات التي حدثت في محور الارتكاز مع فشل مدربه جيرتس في التعامل مع المباراة قبل اللقاء بالتشكيل الذي دخل به المباراة وأثناء اللعب بتغييراته الخاطئة بتفريغ خط وسطه وعدم الزج بخالد عزيز مبكراً وإبقاء ثلاثة إلى أربعة لاعبين في الهجوم، رغم استحواذ الاتحاد على الكرة وسيطرته على اللعب وفرض أسلوبه طوال المباراة.

الاتحاد حقق اللقب الأغلى لأن لاعبيه ونجومه ومدربه سعوا للقب ووضعوا كل ثقلهم في اللقاء، فقدموا مباراة كبيرة وتفوقوا على الهلال وجعلوه يدافع طيلة المباراة على أرضه وبين جماهيره.. ولو أن المدرب الأرجنتيني هيكتور كان جريئاً ودفع بتغييرات في وقت مبكر من المباراة لحسمها قبل الوصول لضربات الترجيح.. فقد كان الهلال ينتظر الخسارة طوال المباراة ولم تكن المباراة في تفكير مدربه أو لاعبيه بالأداء السلبي والاتكالية وعدم الرغبة في تحقيق اللقب عبر السعي الجاد نحو الفوز والقتال على الكرة والجدية في الأداء التي كانت سمة الاتحاديين طوال المباراة.. ولذلك استحق الاتحاد اللقب رغم أنه جاء بالترجيح، فقد كان الفريق الأفضل والأحق والأكثر رغبة وحرصاً على الفوز على مدار الشوطين.

الشوط الأول

دخل الهلال اللقاء وسط غيابات عديدة على تشكيله الرئيسي.. واضطر السيد جيرس إلى إشراك الشاب سلمان الفرج ونواف العابد مع الغامدي ونيفز في الوسط خلف ياسر وويلي، وفي الدفاع الرباعي المعتاد لي يونج، أسامة هوساوي، والمرشدي والزوري وفي المرمى العتيبي.. في حين بدأ الاتحاد اللقاء بتغيير وحيد عن آخر مباراة له بدخول الصقري في الوسط الأيسر بديلاً لأحمد حديد المصاب.. ولعب في المرمى مبروك زايد وفي الدفاع الرهيب وتكر والمنتشري والسعيد.. وفي الوسط لعب كريري وأبو شقير ونور والنمري مع الصقري وفي المقدمة زيايه عبدالملك.

وقدم الفريقان شوطاً تكتيكياً متحفظاً جداً فغابت الكرة التلقائية السريعة واللمسة الواحدة ونقل الكرة للمكان الصحيح.. حيث حرص الفريقان على التقدم بحذر والاستحواذ على الكرة لأطول فترة واللعب للاعب الأقرب دون إجهاد اللاعبين بالجري والتحرك، وشاب هذا الأسلوب العديد من الأخطاء في التمرير وخصوصاً من الجانب الهلالي الذي اتضح عدم تجانس ألعابه وتباعد المساحات بين لاعبي الوسط وضعف التمركز وطلب الكرة وخصوصاً من جانب نيفز وويلهامسون.

فغابت الخطورة الهلالية سوى في لحظات معينة وذلك بعد الدقيقة 23 حين حول الفرج كرة جميلة ساقطة خلف الدفاع لويلي الذي حاول إكمالها في المرمى لكنه تعرض لمضايقة السعيد، فلعبها برعونة خارج المرمى رد عليها سريعاً نور بكرة بينية جميلة من نفس الهجمة لزيايه الذي انفرد بالمرمى لكن هوساوي أبعد الكرة في آخر لحظة ركنية.. واتضح جدية الهجمات الاتحادية واللعب بأسلوب مدروس والبحث الجاد عن التسجيل بالاستفادة من أخطاء الوسط والدفاع الهلالي بينما لم يتعرض مرمى مبروك لأي خطورة تستحق الذكر، وحتى التسديدة التي لعبها ياسر من خارج المنطقة في الدقيقة 28 نجح مبروك في التصدي لها على دفعتين ودون متابعة هلالية.

إجمالاً كان الهلال حريصاً على اللعب في ملعبه واستنزاف جهد الاتحاديين لكنه تعرض لأكثر من مرة للخطورة نتيجة سوء التغطية الدفاعية وبطء التحرك في الأطراف وخصوصاً جهة الزوري لكن كل العرضيات كانت متواضعة ولم تشكل خطراً؛ لينهي حكم المباراة الشوط الأول سلبياً في كل شيء.

الشوط الثاني

شوط المباراة الثاني جاء استمراراً للأول من حيث انحصار اللعب وسط الميدان وغياب الخطورة مع أفضلية اتحادية في الاستحواذ على الكرة وإغلاق مساحات الملعب وإجبار الهلاليين على البقاء في مناطقهم وارتكاب أخطاء التمرير ولعب الكرة للخصم، واستمر هذا الوضع طوال النصف الأول للشوط الأول؛ ليتسلم الاتحاد اللعب بعد ذلك، ويسدد زياييه من خارج المنطقة ثم تتواصل المحاولات الاتحادية عبر الركلات الركنية المتكررة؛ فيضع كريري كرة برأسه من فوق العارضة، ويحصل الاتحاد على أكثر من كرة سهلة في حدود وداخل منطقة جزاء الهلال، لكن دون إنهاء جيد، وبدا الهلاليون تائهين مستسلمين مع ضعف التغطية وغياب التركيز وعدم التحرك مع الكرة وطلبها؛ مما جعل الاتحاد وحيداً في المباراة؛ ليتدخل جيريتس بتغيير غريب حين أشرك المحياني بدلاً من العابد في الوقت الذي كان فريقه بحاجة إلى لاعب وسط في العمق إلى جوار الغامدي وتكثيف الوسط؛ ليأتي دخول المحياني سلبياً ودون تأثير، وليواصل الاتحاد الحصول على الأخطاء والركنيات بالقرب من مرمى الهلال؛ فيسدد تكر برأسه من خطأ من فوق العارضة، وفرصة تهدر تماماً، كما أهدرت فرصة المنتشري الرأسية بنفس الطريقة، وبعد 78 دقيقة يخرج نيفيز ويدخل الفريدي ثم يخرج النمري ويدخل أبوشروان في أول تحرك هجومي لهيكتور ليعزز الاتحاد أداءه الهجومي؛ لأن كل الطرق كانت تؤدي إلى مرمى الهلال رغم اجتهادات المرشدي وهوساوي، وقد ساعدت طريقة كشف التسلل الهلالية في تلافي خسارة مبكرة وربما ثقيلة حيث فسدت معظم الهجمات الاتحادية بهذه الطريقة.

د89 ركلة جزاء ضائعة

والمباراة تلفظ أنفسها الأخيرة ينطلق نور بكرة خلف الدفاع الهلالي ومن موقع تسلل ليسقطه المرشدي على حافة منطقة الجزاء احتسبها الحكم ركلة جزاء تقدم لها نور ووضعها ضعيفة نجح العتيبي في التصدي لها وإنقاذ فريقه من خسارة المباراة في لحظة قاتلة رغم أن الهلال أصلاً كان مهيأ للخسارة، وكان واضحاً عدم وجود أي ردة فعل إيجابية سوى لثوان معدودة جاءت بعد دخول عزيز مكان الفرج؛ ليبدأ الهلال تدريجياً العودة إلى المباراة بعد تحسن أداء الوسط وتحرك عزيز الإيجابي في العمق، لكن صافرة الحكم أنهت اللقاء بالتعادل السلبي ليحتكم الفريقان إلى الوقت الإضافي.

الأوقات الإضافية

لعب الفريقان وقتين إضافيين كان خلالهما الهلال أفضل من المباراة الأصلية بعد تحرك عزيز والفريدي والمحياني وتحرر الفريق وسط الميدان، خصوصاً بعد أن أشرك هيكتور أبو شروان، وبعد ذلك هزازي مكان الصقري؛ ليفرغ الوسط ويتنفس الهلاليون قليلاً، لكن الفريق أصلاً ليس مؤهلاً، ولا مهيأ للفوز بالمباراة، لا نفسياً ولا فنياً؛ فبعد 100 دقيقة أهدر نور كرة سهلة جهزها زياييه أمام مرمى العتيبي ليبعدها لي يونج إلى نور الذي وضعها خارج المرمى في حين تحسنت المحاولات الهلالية في منطقة جزاء الاتحاد، لكن الدفاع الاتحادي كان حاسماً ومنظماً، ولم يسمح لأي تحرك هلالي بتهديد مرمى مبروك، حيث نجح الاتحاديون في الدقائق الأخيرة في إيصال المباراة إلى ركلات الترجيح التي منحت العميد اللقب لأول مرة في تاريخه بعد أن خسره مرتين من قبل.

ركلات الترجيح

- سجل للهلال على التوالي: ياسر، المحياني، لي، ويلهامسون، وأهدر الفريدي ركلته بلا مبالاة، ولا اهتمام، وبتعال مقزز!

- سجل للاتحاد على التوالي: كريري، زياييه، الشرميطي، الرهيب، واختتمها نور بهدف الذهب.

- قاد اللقاء الحكم الإسباني الشهير مانويل غونزاليس ومنح بطاقات صفراء ل: ياسر وويلي والفرج من الهلال، وأبو شقير وزياييه من الاتحاد.

- الجماهير الهلالية الغفيرة صُدمت بالأداء الهلالي الباهت واللامبالاة للمباراة من قبل اللاعبين ومدربهم، حيث دخل اللقاء باستسلام تام ولعب مدافعاً في ملعبه وأمام جماهيره؛ ليخرج خاسراً لقباً مهماً وغالياً.

- الاتحاد استحق اللقب، ولو كان فريقاً آخر لتمكن من الفوز أيضاً؛ لأن الإعداد الهلالي للمباراة يبدو أنه لم يدخل في حسابات الجهاز الفني؛ لذلك فشل جيريتس في التغييرات وسلم الملعب للاتحاد واكتفى بانتظار الهزيمة في أي لحظة من المباراة.

- الاتحاد قدم أداءً مثالياً من حيث التعامل مع المباراة والبحث عن اللقب والتركيز على تحقيق البطولة لإسعاد الجماهير الاتحادية وهو ما تحقق بالفعل وإن تأخر كثيراً.

- تياجو نيفيز لعب أسوأ مباراة له مع الهلال منذ وصوله المملكة بينما كان ويلي ضيف شرف على المباراة.

- سلمان الفرج قدم مباراة كبيرة جداً، وكان أحد نجوم اللقاء، ولو قدر له ولعب وقت اكتمال الفريق إلى جوار رادوي وعزيز لأصبح إضافة حقيقية للفريق.

- أصبح الفريق الهلالي يتلقى الخسائر على ملعبه من الاتحاد ويتقبلها لاعبوه بشكل عادي، دون أي جهد أو تقدير لجماهيره الغفيرة التي حضرت لمؤازرته في اللقاء!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد