بعد أيام سيحيي العرب ذكرى النكبة في فلسطين، ويتزامن مع ذلك احتفالات «إسرائيل» والصهيونية العالمية بقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين في عام 1948م ولا يزال الصراع العربي الإسرائيلي قائما حتى الآن، بعد أن تمكنت إسرائيل في عام 1967م من احتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية.
وقعت مصر مع إسرائيل اتفاقية سلام مقابل انسحاب الأخيرة من أرض سيناء المصرية بعد حرب 1973م، وكذلك فعلت الأردن، وازداد الضغط العالمي على باقي الدول العربية واتهموا بأنهم دعاة حرب لا دعاة سلام مما أدى بالدول العربية في قمة بيروت التي عقدت في 8-3-2002م إلى تبني مبادرة سعودية أطلق عليها مبادرة السلام العربية تعد بالاعتراف بإسرائيل إذا ما انسحبت من الأراضي الفلسطينية والعربية إلى حدود 4-6-1967م، وإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى فلسطين.
لم تستجب إسرائيل لهذه المبادرة رغم مرور ثماني سنوات على طرحها على الطاولة، واستمرت في تهويد الأراضي الفلسطينية وخاصة مدينة القدس ووضعت العراقيل أمام كل محاولات رؤساء أمريكا من كلينتون إلى بوش إلى أوباما، مما حدا بالعرب إلى التهديد بسحب المبادرة العربية وانتقاد وزيرة الخارجية الأمريكية لهذا التهديد.
دعا القرار رقم (49) الصادر عن مجلس الأمن في 22-5-1948م جميع الحكومات والسلطات إلى أن تمتنع من أي عمل عسكري عدائي في فلسطين اعتبارا من بعد منتصف ليل 22-5-1948م بتوقيت نيويورك، مما يعني أن كل الأراضي التي احتلتها عصابات الكاهانا الإسرائيلية بعد ذلك التاريخ باطلاً وفقاً للقانون الدولي، ودعا القرار لجنة الهدنة المشكلة بقرار مجلس الأمن رقم (48) الصادر في 23-4-1948م إلى إعطاء مدينة القدس الأولوية المطلقة.
بتاريخ 29-5-1948م، أصدر مجلس الأمن قرارا دعا فيه الحكومات إلى أن تتعهد بألا تدخل رجالاً محاربين إلى فلسطين، مصر، العراق، لبنان، المملكة العربية السعودية، سورية، شرق الأردن، اليمن أثناء فترة وقف إطلاق النار، والغرض من ذلك هو حماية «إسرائيل» الدولة اليهودية من أي هجوم عربي، لكنه في ذات الوقت يحدد حدود إسرائيل بما كان عليه الوضع في 22-5-1948م تاريخ القرار رقم (49).
وللإجابة عن عنوان هذا المقال باستقراء ما سبق، فلربما اقتضت الحكمة ألا نسحب المبادرة حتى لا يوصم العرب بأنهم دعاة حرب، خاصة ومعظم دول العالم تعترف بدولة إسرائيل فضلا عن الاستمرار في إحراج إسرائيل وأصدقائها، وفي الوقت ذاته، يقوم العرب بتطوير المبادرة ورفع سقف مطالبهم وذلك بالمطالبة بانسحاب إسرائيل إلى الحدود التي كانت عليها في منتصف ليل 22-5-1948م بتوقيت نيويورك استناداً إلى قرار مجلس الأمن رقم (49)، وأن يعود اللاجئون الفلسطينيون إلى مدنهم وقراهم التي أجلوا عنها قبل ذلك التاريخ وبعده.