الدمام - متابعة وتصوير - ظافر الدوسري:
على الرغم من التحذيرات من قبل الهيئة الوطنية لحماية الفطرية إلا أن عشاق صيد الطيور لا يزالون يمارسون هوايتهم هذه الأيام، حيث بدأوا بالفعل رحلاتهم إلى أماكن الطيور المهاجرة، التي تصل إلى أجواء المملكة بعد موسم الأمطار الربيعية. ويبدو أن الهواة يمارسون هذه المرة طرقا حديثة باستخدام تقنيات صوتية جديدة لتضليل الطيور وخداعها لزيادة الحصيلة من الصيد، وبالتالي اختراق إجراءات الحماية للطيور المهاجرة.
وعلى الرغم من أنه تم تطبيق جزاءات وعقوبات بحق مستخدمي تلك الأجهزة في بعض دول الخليج العربي إلا أننا لم نسمع عن مثل ذلك في المملكة رغم زيادة رواج هذه الأجهزة.
ورصدت (الجزيرة) في جولة مع بعض الصيادين بالمنطقة الشرقية، صورا لتلك الأجهزة المخالفة في الصيد، والتي تراوحت أسعار بعضها بين 2000 و3000 ريال، وتباع في الخفاء بعيدا عن أعين رجال الأمن.
وقال صياد تحتفظ ( الجزيرة) باسمه، وقد قدم من خارج المنطقة الشرقية، إن الهواة ينتظرون بشغف كبير دخول هذه الطيور إلى أجواء المملكة، لتمضية الوقت والاستمتاع.
ويقول آخر إن الصيد يقتصر على الطيور المهاجرة دون سواها، أما الطيور الأخرى المحظور اصطيادها، فإنه لا يكون لها نصيب في رحلتنا.
وعن كيفية الاصطياد قال: يتم الاستعانه بجهاز صوتي يصدر المئات من الأصوات ومن ثم نقوم بإنتاج صوت الطيور المعروفة في الوقت الحالي، والتي نريد صيدها، في عملية خداعية، ومن ثم تقترب الطيور من منطقتنا مما يجعل صيدها سهلا للغاية دون الحاجة إلى استخدام الأساليب القديمة وملاحقتها بالسيارات والبحث عنها.
وقدّر صياد ثالث كمية الطيور التي يصطادونها في اليوم الواحد بحوالي 50 طيراً، معتبرا أن نسبة الطيور لهذا العام قليلة ومتأخرة مقارنة بالأعوام الماضية، لأسباب يعتقد أنها قد تعود إلى تغير الأجواء المناخية ورشّ المبيدات في بعض البلدان. وعن مواصفات الجهاز ذكر لنا أنه من نوع mp3 ويصدر أصواتا كثيرة مثل صوت الكروان - حمام البر - الحباري - السمن الفري وغيرها، مضيفا أن ما يصدره الجهاز من أصوات تصل إلى مسافة 4 كيلومترات.
ومن جهته قال المتحدث الأمني بشرطة المنطقة الشرقية الملازم أول محمد شاهر الشهري ل(الجزيرة) إن عملية مراقبة المتعدين على مناطق الصيد المحظورة واصطياد الطيور المهاجرة، من مسؤولية حماية الحياة الفطرية.
وعن رواج بيع هذه الأجهزة بمحلات بيع أدوات الصيد قال المقدم الشهري إن هذه من مهمات وزارة التجارة وليست الشرطة وكذلك الهيئة لمعرفتهم واطلاعهم بالمستجدات في أدوات الصيد.
وقد أجرت (الجزيرة) اتصالا هاتفيا بمدير فرع هيئة الحماية بالجبيل خالد الشيخ وتمت مخاطبته بالفاكس والإيميل، لكنها لم تتسلم الرد سواء كتابيا أو هاتفيا.