جازان - عوض مانع القحطاني - عبدالله عكور
برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، بتكريم عدد من الضباط والأفراد من شهداء الواجب بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة ممن استشهدوا على الحد الجنوبي دفاعاً عن الوطن؛ فقد أقامت قوة جازان حفلاً كبيراً لأهالي وأقارب المتوفين، كما قام سموه بتكريم عدد كبير من القادة من الضباط والأفراد من منسوبي القوات المسلحة (نواط الشجاعة)؛ تقديراً لما قاموا به من جهود لخدمة دينهم ووطنهم.
كلمة سموه
عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز كلمة قال فيها: أحييكم في هذه الأمسية الرائعة، وفي هذه المنطقة الغالية، أمسية رائعة؛ لأنها تشع وفاءً، وتقديراً لكل رجل يستحق التقدير، في منطقة عزيزة على قلوبنا جميعاً «لؤلؤة الجنوب» جازان العريقة بتاريخها المجيد، ورجالها الأوفياء الصناديد، والتي تعد البوابة الجنوبية لمستطيل يبلغ طوله 1700 كيلومتر وعرضه 1400 كيلومتر، وبحدود برية مترامية الأطراف، يصل طولها لـ4430 كيلومتراً، مكونة شبه قارة حاضنة لأغلى وطن، وطن التوحيد، والعلم المجيد، والرأي السديد، وطن يضم بين أرجائه أطهر البقاع، ومهوى أفئدة المسلمين، بيت الله الحرام، ومسجد رسوله الكريم عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم، ومليكها خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية الذي شرّفني أن أنقل لكم خالص تحياته وتقديره، وكذلك سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وللتعبير لكم عن مدى ما يكنانه لكم جميعاً، من الإعجاب والتقدير، على ما قمتم به من بطولات مشرفة وعطاء لا محدود.
أيها الإخوة رفاق الدرب، وزملاء السلاح، ورفقاء النصر..
لقد أتيت إليكم هنا، وأنا معكم قلباً وقالباً، وبكل أحاسيسي التي تفيض بحب وتقدير كل رجل منكم هنا وهناك.. كيف لا؟ وأنتم الرجال الميامين، والجند المخلصون، حيث أسهمت البيئة العربية الأصيلة والآداب الإسلامية الرفيعة في تكوين شخصياتكم، رجالاً أوفياء، قدمتم أرواحكم على أكفكم فداء لله، ثم المليك والوطن.
أيها الزملاء الأعزاء.. إذا كان الحاضر سجلاً للماضي، فإن المستقبل هو جني للحاضر، وإذا رجعنا للوراء قليلاً، فإننا نعد معركة الخفجي، والتي دارت رحاها على الأراضي السعودية، هي أكبر معركة جرت داخل المناطق المبنية، أبلى خلالها رجال القوات السعودية بلاء حسناً، والتي كانت وستظل نقطة مضيئة في سجل التاريخ العسكري السعودي، وبالأمس القريب جاءت معركة تحرير حدودنا الجنوبية، من زمرة المتسللين المعتدين لتؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن هذه المعركة هي أول معركة جبلية تدور رحاها على الأراضي السعودية، في مناطق جبلية معقدة، وهي بلا شك ثاني اختبار حقيقي للكفاءة القتالية للقوات المسلحة السعودية، حيث برهنت على أن الجندي السعودي قد أثبت للعالم أجمع مقدرته على استيعاب أحدث التكنولوجيا العسكرية، وأشدها تعقيداً، فبذل النفس والنفيس ليرفع كلمة الله، أو يستشهد دونها، وبهذا فإن جنودنا البواسل قد ضربوا أروع الأمثلة في البسالة والولاء، والتضحية والفداء.
أيها الإخوة.. الحمد لله على كل حال، فبلادنا شامخة عالية، وذات مكانة دولية مرموقة في كل الأحوال، إلا أن تلك المكانة تدعونا إلى اليقظة في عالم يموج بالأحقاد والفتن، ولا سبيل إلى الحفاظ على أفضل الأوضاع إلا بالاستعداد لأسوأ الاحتمالات، فالقوة هي الدرع الذي يحمي الحق، ويصون الكرامة، ويحقق الأمن والأمان، وأنتم أيها الأبطال الوسيلة المثلى لتحقيق تلك الأهداف، وقد حققتم ولا مناص من الاستعداد وحمل السلاح والاعتماد بعد الله على قوتنا الذاتية لدرء المخاطر المحتملة على بلادنا.
إخواني وأبنائي الأعزاء ذوي أبنائنا الشهداء.. إن بسالة أبنائكم، وإخوانكم، وكل عزيز لديكم، فاضت روحه الطاهرة بالشهادة، في ملحمة الوطن، لهي وسام شرف في جبين الوطن، لقد ضحى تلكم الأبطال بأرواحهم ليبقى الوطن آمناً، ويعيش أبناؤه سالمين في الدنيا، ولقد انتقلوا إلى مرحلة الخلود بعد أن ارتوت الأرض بدمائهم.
إن الشهادة درجة يرفع الله إليها من يتخير من عباده؛ فهي منحة وليست محنة، وإذا أراد الله أن يرفع درجة إنسان اختاره شهيداً، قال تعالى {وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء}، والشهيد أرفع الناس درجة بعد الأنبياء والصديقين.
وإنني في هذه الأمسية ليشرفني أن أكرم كل واحد منهم باسم القيادة الغالية، وأبناء هذا الوطن العزيز، وباسم إخوانهم رفقاء السلاح، رجال القوات المسلحة، تقديراً للتضحيات الكبرى التي قاموا بها، لتحرير أراضينا من المعتدين، وتأكدوا أن الوطن لن ينسى أبناءه، وللشهيد وأبنائه ووالديه أنظمة سنها ولي الأمر - حفظه الله - وكفلها النظام. وإنني ومن هذا المقام يسعدني أن أزف البشرى لجميع ذوي شهدائنا الأبرار وفي كل مكان أنه قد صدرت الموافقة الكريمة على إنشاء إدارة متخصصة تتولى متابعة شؤون أسر الشهداء وذويهم، لتواصل قواتنا المسلحة الغالية رسالتها السامية في الدفاع عن الوطن، ورعاية أسر وذوي أبنائها الذين يستشهدون من أجلنا، وستطلعون على التفاصيل حين يكتمل التأسيس.
وأخيراً.. أوصي الجميع بالحفاظ على ما حققتم، فما سجله التاريخ لكم من مجد وشرف، لن يقبل الوطن منكم له بديلاً، لقد رفعتم الهامات وشرفتم بلدكم، وأكدتم مقدرتكم، فإلى الأمام والعلا دوماً، أحييكم على وقفتكم الصلبة، ورباطة جأشكم، وتماسككم صفاً واحداً، إيماناً بالله ثم ثقتكم بقادتكم. حفظ الله بلدنا وشعبنا الأصيل وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عقب ذلك تم تكريم أبناء الشهداء من وحدات المنطقة الجنوبية.. وعقب ذلك أدى سموه والحاضرون صلاة المغرب.. وقد حضر الحفل كل من معالي نائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق حسين القبيل ومعالي قائد القوات البرية الفريق عبدالرحمن المرشد وقائد المنطقة العسكرية بالمنطقة الجنوبية علي بن زيد خواجة واللواء هاشم الخمعلي قائد مجموعة الدفاع الجوي الرابعة واللواء محمد بن صالح العتيبي قائد قاعدة الملك خالد الجوية وعدد من الضباط.
(الجزيرة) تنشر أسماء شهداء الواجب
شملت قائمة الشهداء المكرمين بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة: مقدم ركن الشهيد عبدالله سعد مبارك البركوت، نقيب الشهيد بندر بن راشد العميرة، ملازم أول الشهيد مهند بن صالح العويد، ملازم أول بحري الشهيد محمد بن سعود السبيعي، رقيب أول الشهيد هادي بن معيض القحطاني، رقيب أول بحري الشهيد إسماعيل بن سليمان حسين الكيادي، رقيب الشهيد محسن بن سعيد الزهراني، رقيب الشهيد عيسى بن فرحان أسعد الفيفي، رقيب الشهيد مرعي بن أحمد محمد الأسمري، رقيب الشهيد عبده بن محمد الجابري، رقيب بحري الشهيد عيسى بن علي هادي مدخلي، وكيل رقيب الشهيد عبدالله بن عوض الشمراني، وكيل رقيب الشهيد محمد بن فتحي محمد فارس، وكيل رقيب الشهيد عبدالرحمن بن محمد الأحمري، وكيل رقيب الشهيد ناصر بن عبدالله شاهر القحطاني، وكيل رقيب الشهيد حسن بن علي قاسم حنتول، وكيل رقيب الشهيد زاهر بن صالح خلوفة العماري، وكيل رقيب الشهيد جابر بن يحيى حسن المالكي، عريف الشهيد سلمان بن جابر أحمد خبراني، عريف الشهيد إبراهيم بن حسن عون الشهري، عريف الشهيد حسن بن هادي شريف الخالدي، عريف الشهيد حسن بن يحيى عسيري، عريف الشهيد سعيد بن أحمد الزهراني، عريف الشهيد سليمان بن محمد موسى معيدي، عريف الشهيد علي بن قاسم العمري، عريف الشهيد يحيى بن محسن عطيف، عريف الشهيد علي بن أحمد القرني، عريف الشهيد حسين بن جبران المالكي، عريف الشهيد سلطان بن شباب البقمي، عريف الشهيد محمد بن فايع عسيري، عريف الشهيد موسى بن سعد موسى الناشي، عريف بحري الشهيد حسن بن علي عثمان مباركي، عريف بحري الشهيد أحمد بن سالم عبدالله ياسين، جندي أول الشهيد محمد بن أحمد مجممي، جندي أول الشهيد أمين بن محمد حمدي، جندي أول الشهيد علي بن جابر مداوي القحطاني، جندي أول الشهيد متعب بن ساعد المالكي، جندي أول الشهيد ضيف الله بن مسفر البقمي، جندي أول الشهيد سعيد بن جابر القحطاني، جندي أول الشهيد عوض بن سعيد محمد القرني، جندي أول الشهيد هادي بن علي أحمد عسيري، جندي الشهيد عيسى بن يحيى عسيري، جندي الشهيد طلال بن مشبب الأحمري، جندي الشهيد طلال بن حسن علي الفيفي، جندي الشهيد ماجد بن عبدالله علي المالكي، جندي الشهيد حمدان بن يحيى القيسي، جندي الشهيد حسن بن أحمد مهدي قيسي، جندي الشهيد معيض بن جبري بشير، جندي الشهيد عبدالرحيم بن قزعة تويم الزهراني، جندي الشهيد محمد بن أحمد حسن عسيري.