لا أعرف سر هذا الاستشراء المفزع للشراء غير المبرر لبعض ما يسوقه من انتهزوا نقاط الضعف لدى المرأة الخليجية والسعودية تحديدا.

يحدثني أحد الصيادلة بأنه فوجىء ذات يوم بسيل عارم من الطلبات على أحد أنواع الكريمات، ويقول إن الكريم يطلب باسم ذلك الدكتور وهو ليس خريج طب بشري وإنما خريج زراعة، حتى أن الكمية المتوفرة لديه نفذت خلال يومين.

وللأسف أن الانسياق دون تفكير خلف تلك الحملات التسويقية باتت سمة في الوسط النسائي، وهناك استهداف لنقاط الضعف لدى المرأة (الشعر، وصفاء البشرة... والسمنة.. الخ) وأجاد بعضهم تسويق مستحضراته حتى تلك التي يدعي أنها مخصصة لتطويل الشعر بينما هو نفسه يعاني من الصلع الذي يكتسح رأسه، ولكن لديه تبرير لصلعته أيضا، وآخر إنجازاته أنه وجد علاجا يقضي على الشيب!!! ولتعديل المزاج أيضا فقد أوجد شايا خاصا (لإنقاص أوزان السعوديات).

لا أعرف سببا مقنعا لا علميا وعقليا أن ينفرد هذا أو غيره بتلك المستحضرات وبأسعار باهظة جدا !!! وعلى الرغم من أن بعض ممن جربها قال عنها (دواء جمعة لا يضر ولاينفع)..

نحن أمام واحدة من حالات التسويق العلني التي تستغل الجانب العاطفي والنفسي وتنجح في تغييب الجانب العقلي القادر على التفريق بين ماهو حقيقي وماهو تسويقي يستهدف فقط جمع أكبر قدر من المال في أقصر وقت من الزمن قبل أن يقتنع الناس أن ما يقوم به هؤلاء الاستغلاليين ما هو إلا تسويق لمنتجات عادية جدا ليس فيها ما يستوجب ولا حتى ربع قيمتها.

للأسف الوعي الاستهلاكي بصفة عامة ضحل جدا في ثقافتنا الاجتماعية والأسرية، وليس هناك أدنى مستوى من محاولة الارتقاء في مواجهة مثل أولئك المسوقين سواء على المستوى الفردي أو المؤسسي.

الدكتور جابر القحطاني رئيس قسم العقاقير ومدير مركز أبحاث النباتات الطبية والعطرية والسامة في جامعة الملك سعود له جهود جيدة في كشف كثير من الخلطات وإفشال تلك الحملات التسويقية، لكن يبقى الدور الأكبر على المجتمع نفسه وخصوصا المرأة، فهي أكثر من ينساق خلف بريق المسوقين.