الجزيرة - عبد العزيز العنقري
عاد الذهب ليتجاوز حاجز 1180 دولاراً ويفتح الباب مجدداً أمام التحوط به من خطر الأحداث الاقتصادية الدولية المتسارعة.. وقد جاء تراجع اليورو دون مستوى 130 أمام الدولار ليقفز بالمخاوف إلى درجات كبيرة.. فقد سجل مستويات لم يصل لها منذ أربعة أشهر عند مستوى 127 لكل يورو مقابل الدولار.. وجاء تثبيت سعر الفائدة للبنك المركزي الأوربي عند 1% ليظهر أن أوروبا تحاول الإبقاء على المنشطات التقليدية للدفع باقتصادها بالابتعاد عن شبح الركود.. وقال صندوق اس.بي.دي.ار جولد ترست أكبر صندوق متداول مدعوم بالذهب في العالم إن حيازاته بلغت مستوى قياسياً عند 1166.002 طن في الخامس من مايو - أيار ارتفاعاً من 1159.002 طن في اليوم السابق.
وكان محللون بأسواق الذهب قد توقعوا أن يتجاوز بأسعاره مستويات غير مسبوقة قد تصل إلى 2100 دولار في فترة قريبة قد لا تبتعد عن بدايات العام 2011.. وعزوا ذلك إلى استمرار الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية على الاقتصاد العالمي وتأثيرها المباشر على أسواق المال.. مما يعني زيادة التحوط لدى مديري الصناديق بالإضافة إلى ما تقوم به بعض الدولة كالصين والهند من شراء لكميات كبيرة من الذهب لتنويع احتياطاتها.
فالمخاوف اليوم تتركز من الديون السيادية العالمية.. ففي منطقة اليورو تصل الديون على الدول التي يرى العديد من الاقتصاديين والمحليين أنها معرضة لنفس أزمة اليونان إلى أكثر من ثلاثة ترليونات دولار.. مما يعني المزيد من المصاعب أمام اليورو.. مما افقد المتعاملين الثقة به وبدأوا باللجوء للوسائل التقليدية بالتحوط.
وقالت مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل إن اليورو يواجه مخاطر اقتصادية صعبة في إشارة إلى أنه على المحك حالياً، أما على صعيد النفط فقد هوت أسعار العقود الآجلة لما دون 80 دولاراً وهو الرقم الذي يشكل دعماً على المدى القريب بسبب عدم اليقين من تماسك الطلب العالمي على النفط نتيجة المخاوف من آثار أزمة اليونان على الاقتصاد العالمي خصوصاً أن مخزونات النفط الأمريكي شهدت ارتفاعا حسب آخر التقارير.. ويرى محللون بأسواق النفط أن التصاعد بقيمة الدولار هو المنقذ الوحيد حالياً لبقاء أسعار النفط متماسكة حول مستوياتها الحالية.. فدول الأوبك التي يشكل إنتاجها أقل من 40% من الاستهلاك العالمي لم تتدخل خلال الفترة الماضية بتحريك الإنتاج.. وقال وزراء من داخل المنظمة إن المنظمة لن تتدخل إلا إذا تجاوز النفط حاجز 100 دولار في إشارة لرفع الإنتاج ولكن إذا ما تهاوت أسعار الطاقة عن المستويات التي يرونها منطقية للمنتجين والمستهلكين والتي حددت عند مستويات بين 70 إلى 80 دولاراً فلا يعرف إذا ما كانوا سيخفضون الإنتاج للمحافظة على الأسعار العادلة من وجهة نظرهم.