من المؤكد أن الفرحة ستعم كافة الرياضيين عندما يلتقون الليلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - راعي (نهائي بطولة الأبطال) الذي سيجمع الهلال والاتحاد ابتهاجاً برعايته وتعبيراً عن سعادته بلقائه في عرس كروي اعتدناه عبر نهاية كل موسم رياضي محلي. (الفريقان) يضمان نخبة رائعة من النجوم وكل منهما مؤهل للفوز على الآخر والحصول على لقب أغلى البطولات.. وإن كنت أرى أن الاتحاد هو الأقرب للظفر بهذه البطولة لاعتبارات عديدة لا يتسع المجال لذكرها، ولأن الهلال أمامه أيضا مباراة هامة وحاسمة يوم الأربعاء المقبل في البطولة الآسيوية وربما انشغل لاعبوه ذهنياً ونفسياً بهذه المباراة من خلال نهائي الليلة.
لم أستغرب طيلة مسيرتي الكتابية مثلما استغربت (مبالغة) الكثير من النصراويون وإفراطهم بالتفاؤل حيال قدرة وإمكانية فوز فريقهم على الهلال بفارق ثلاثة أهداف (30) من خلال مباراة الأحد الماضي، إلى درجة أنه (خُيِّل لي) ومن جراء ذلك أن النصر يومها كان سيواجه (فريق درجة ثانية) وليس الهلال فريق القرن الآسيوي والمرصع بالنجوم، والفائز أيضاً بخماسية تاريخية في مباراة الذهاب، وتبقى الكارثة أنه إذا كان هؤلاء النصراويين ما زالوا يعتقدون أن (الحرب النفسية) هي عمل يجدي وأن من شأنها أن تخدم مصلحة فريقهم عندما يتأهب لملاقاة الهلال في أي مباراة ومثلما كان ذلك يحدث قبل أكثر من (30) عاماً.
الهلال منذ مواسم ليست بالقليلة وهو مسيطر على تقريبا (90%) من نتائج مبارياته أمام النصر.. ولكنهم في النصر لا يرتدعون، ودائما ما يهددون ويتوعدون الهلال قبل أي مباراة تجمع الفريقين وكأن فريقهم هو أفضل فريق.. كلنا نريد أن يعود النصر إلى منصات التتويج وخلال أقرب موسم.. نريده أيضا أن يكون منافساً حقيقياً للهلال على أرض الملعب وليس من خلال الإعلام وبالكلام.. حتى جماهيره نريدها أن تفرح وتبتهج مثلما هو حال جماهير الهلال والاتحاد والشباب.. لكن لابد أن يعترف مسيروه (وقبل كل شيء) بواقع فريقهم وأنه لا يقارن إطلاقا بواقع الهلال.. لابد منهم أيضا أن يضاعفوا جهودهم وبما يخدم كل حاجة فريقهم بعيداً عن المناوشات الإعلامية، أو التدخل في شؤون الغير، أو حتى التصفيق لبطاقة صفراء حصل عليها نجم في فريق آخر وستحرمه من المشاركة مع فريقه في مباراة مصيرية وحاسمة.. أما إذا استمر الحال على ما هو عليه فإن النصر سيغيب أكثر وأكثر عن البطولات.. وتذكروا كلامي.
تأهل الهلال إلى النهائيات على حساب النصر ليس فيه أي جديد، فقد فعلها بالنصر ثلاث مرات (والمرة الأخيرة هي الرابعة) وذلك من خلال المواسم الثلاثة الأخيرة وكانت تلك المرات الثلاث في منافسات كأس ولي العهد (1428 - 1429 - 1430هـ).
كلام في الصميم
لاعب الوسط الذي نسقه الهلال قبل سنوات قليلة لأنه أقل من حاجته كفريق مميز ويعج بالكثير من النجوم، لكن يبقى الملاحظ على هذا اللاعب أنه دائما ما يمارس الخشونة والعنف ضد بعض لاعبي الهلال مثلما حدث ذلك في المباراة الأخيرة وكأن اللاعب نفسه ما زال (زعلان) على قرار تنسيقه من الكشوفات الزرقاء من خلال خشونته وعنفه يريد أيضا الانتقام ممن تسببوا في تنسيقه.
لا أبالغ إن قلت أنه كان من حسن حظ النصر (في مباراة الأحد) أن الهلال يومها لعب (بفرص عديدة) في مساعيه نحو بلوغ النهائي الكبير، وإلا لربما فاز الهلال بالنتيجة وبما لا يقل عن فارق ثلاثة أهداف، خصوصاً وأنه كان السباق في التسجيل (1-0) وهذا ما أراح لاعبيه أكثر وأكثر وجعلهم يعتبرون ما تبقى من وقت المباراة وكأنه (تدريب استعدادي للنهائي) وبرغبة أيضاً الحفاظ على أنفسهم من الإجهاد ومن المخاشنات النصراوية التي كان من الممكن أن تكلف الهلال الشيء الكثير من خلال نهائي الليلة.
غياب الروماني (رادوي) سيترك فراغاً كبيراً في الهلال، وربما خدم ذلك الاتحاد كثيراً ولاشك.. وإذا شارك (خالد عزيز) هل سيكون بمستوى الثقة الهلالية والقدرة أيضا على سد الفراغ الذي سيحدثه غياب زميله الروماني، لاسيما أن عزيز هو أفضل لاعب محور سعودي (لو التزم وانضبط).
في السابق كان (المايك) مع شخص واحد منهم، أما الآن فكل واحد منهم أصبح معه (مايك) ولهذا دبت الفوضى الإعلامية داخل أروقتهم، وباتوا جميعاً يتحدثون.. ويهددون.. ويتوعدون الخصوم ويسخرون أيضا من الآخرين.
لست حريصاً على متابعة البرامج الرياضية التي تخص منافساتنا الكروية وتبثها بعض القنوات الغير سعودية، وعلى اعتبار أن هناك إعلاميين غوغائيين يستغلون هذه البرامج لعمل مداخلات هاتفية من خلالها وكلها هراء وبحثاً عن الشهرة على حساب الكبار.
المعلق نبيل نقشبندي ثقافته الرياضية واسعة وهو معلق كبير، لكن ربما أن عناده ومكابرته كان سبباً في تعنته واستمرار أخطائه التي تتمثل في مجاملته الدائمة للفريق الأصفر (نبيل)، إذا استمر على هذا الحال فإنه سيفقد الكثير والكثير من محبي وصفه وتعليقه.
الليلة.. الهلال يبحث عن البطولة رقم (51) والاتحاد يسعى للحصول على البطولة الثانية والثلاثين.. ومبروك مقدماً لمن سيحصل على لقب أغلى البطولات.
يقال.. إن المدرب الأوروبي القادم (تعب) وهو يدون ملاحظاته على فريقه طمعا في ضرورة التغيير في صفوفه.
للتواصل :salehh2001@yahoo.com