إعداد: عبد الله المالكي - كتب - حمود السلوه
عندما تتحول الذكريات الرياضية إلى سطور وصور مضيئة فهي تؤكد أنه ما زال للوفاء بقية، وما زال الرابط قوياً بين الماضي والحاضر..
(الجزيرة) تقدم لقرائها الكرام أسبوعياً «كوكتيلاً» من الأخبار والتغطيات والمقالات والصور القديمة والتي تم نشرها بالصحيفة الرائدة، متمنين أن تحوز على رضاكم واستحسانكم.
سنوات والهلال لا زال شامخاً كالمجد.. ساطعاً في سماء الرياض.. الهلال الطالع بشبابه.. يبقى رمزاً للمجد والعز والانتصار.. كل محبيه وعشاقه يتباهون به.. لسبب واحد فقط.. هو أن الهلال قبل التحدي.. وفتح صدره عارياً لتصدعات الزمن والمواقف.. حتى بقيت محبته في تجاويف الصدر وبين انحناءات الضلوع واليوم حين يلتقي مع شقيقه الاتحاد تبرز معاني الأصالة والتفوق.. الاتحاد القادم من جدة.. يخترق عتبات الحلم.. ويفتح أبوابه لشمس الانتصار المشرقة خلف التاريخ.
هذا الاتحاد الذي كان انتظاراً ووعوداً ومجداً.. جاء هذا اليوم سنبلة وتوهجاً وقراراً صعباً.. يعود الاتحاد اليوم ليلعب على كأس جلالة الوالد القائد.. وقلوب محبيه تنبض بالوجد لكل انتصار حين عادت عجلة الزمن مشرقة في سماء الاتحاد بعد سنوات عجاف.. يجيء الاتحاد يحمل رائحة البحر.. والانتصار.. ويخترق عتمة السنوات الطويلة.. فيشرق شموساً صاخبة في البغدادية.. الاتحاديون يريدون أن يمزقوا ضجة العصافير.. وأن يضموا كأس جلالة الملك إلى بطولة الدوري المشترك.. وليعيدوا إلى جدة صخبها ثانية ويحتضنوا كأس المليك.. كما تحتضن جدة ذلك البحر المائج وذلك الرذاذ الأبيض المتطاير فوق صخوره الحمراء.. وعيون الهلاليين أيضاً لها نفس الزرقة والتوهج.. الذي يملأ قلوب العشاق والمغرمين بمحبة هذا الهلال العملاق الساطع في سماء الرياض والرياضة.
يشهد ملعب الملز اليوم مهرجاناً كروياً رائعاً يجمع ناديين لهما من الأصالة والعراقة ما سيدفع كل الجماهير الرياضية لمشاهدة هذا اللقاء.
بعد سنوات طويلة في مشوار مسابقة كأس جلالة الملك المعظم يلتقي الهلال الجديد بالاتحاد العميد، ولقاءات الهلال والاتحاد لها نكهة خاصة.. ومذاق خاص.. ويزيد من جمالها وروعتها تشريف سمو ولي العهد لها.. نيابة عن صاحب الجلالة الملك المعظم ويزيدها بهاء القاعدة الجماهيرية للناديين العملاقين.. بعد أن وصل الفريقان لنهائي الكأس.. إثر مشوار كان مليئاً بالتعب والإرهاق.. والأعصاب والمعاناة ومباراة اليوم هي المباراة التي يصعب معها التكهن والتوقع قياساً لمستوى الفريقين.. واكتمال خطوطهما إلى حد ما.
حراسة المرمى
في الهلال يقف إبراهيم العبود هذا العصفور الهلالي الرائع بخفته ورشاقته وطموحه وحماسه الشديد. مع أن هناك احتمالاً بمشاركة إبراهيم اليوسف في مباراة اليوم. وفي الاتحاد يقف أحمد سالم الذي تفاءل بوجوده كل الاتحاديين هذا الموسم، يمتاز بتوقيت سليم.. وطوله يساعده على التقاط الكرات العالية.
وجاء وقوفه في المرمى الاتحادي هذا الموسم مقترناً بحصول الاتحاد على أول بطولة للدوري المشترك. بعد سنوات طويلة وهذا هو سر تفاؤل الاتحاديين بأحمد سالم.
خط الدفاع
ربما يتميز خط دفاع الهلال عن دفاع الاتحاد بوجود صالح النعيمة وحسين البيشي، ولكن الخوف من الثغرات التي تنتج من تحرك عبدالعزيز الراجح وسلطان المهنا من جراء مشاركتهما لأية هجمة هلالية، ما لم يتنبه البيشي والنعيمة إلى ضرورة سد الثغرات خلف المهنا والراجح.. خاصة المهنا لسبب واحد وهو وجود مهاجم سريع كعيسى حمدان يمكن اللحاق بأية كرة ملعوبة في مركز المهنا الشاغر. وهذه مسؤولية البيشي، في حين يبرز في خط الاتحاد فقط.. عيد مرشد وسعد بريك كما أن حامد صبحي اليوم قد يجد صعوبة في ضبط تحركات عادل عبدالرحيم الذي قد يفلت اليوم مرات عديدة داخل العمق الدفاعي الاتحادي ما لم تكن هناك مراقبة لصيقة من قبل أحد لاعبي وسط الاتحاد ولتحركات عادل عبدالرحيم بالذات.. وقد يجد سلطان المهنا صعوبة بالغة اليوم في مواجهة بريك المندفع دائماً وراء كل هجمة اتحادية، لهذا فإن على سلطان المهنا اليوم أن يحتفظ بواجبه الدفاعي أولاً وقبل كل شيء.
خط الوسط
وسط الهلال أكثر حيوية بوجود لاعب متحرك كفهد المصيبيح يسانده التمركز الجيد لخالد الغانم وعبدالرحمن القحطاني.. أما وسط الاتحاد فيبرز فيه عثمان مرزوق كصانع ألعاب للفريق.. ومن هنا فإن عزل عثمان مرزوق عن بقية خطوط الفريق الاتحادي قد تأتي على حساب إضعاف منطقة الوسط الهلالية.. ولكن خطورة عثمان مرزوق تكمن في تحركه المستمر ومقدرته على التقاط جميع الكرات المفلوته لبناء هجمة جديدة على المرمى الهلالي، ويشارك عثمان مرزوق أحمد بايزيد الذي تألق مؤخراً في منطقة الوسط الاتحادية.
خط الهجوم
مستوى الفريقين في خط الهجوم يكاد يكون متقارباً.. فالاتحاد يبرز في هجومه عيسى حمدان بسرعته وأبو سمره بتحركاته السريعة وطوله الفارع.. وجمال فرحان مكمن الخطورة في هجوم الاتحاد.. لهذا فإن مسؤولية عبدالعزيز الراجح اليوم كبيرة.. وعليه أن يكون حذراً لأية حركة إغراء يمكن أن يقوم بها جمال فرحان بالرجوع للخلف قد ينتج عنه فراغ خلف عبدالعزيز الراجح.. قد يستغله أبو سمره بالذات ما لم ينتبه صالح النعيمه لهذه الحالة وتغطية الراجح الذي قد يندفع بصورة عفوية خلف منصور بشير. وهجوم الهلال هو الآخر لا يقل خطورة عن هجوم الاتحاد بوجود عادل عبدالرحيم بمقدرته الفائقة على السيطرة على الكرة والاحتفاظ بها ومقدرته على الاختراق المباشر.. وسط أي تكتل دفاعي.. وسلطان النصيب العائد والذي أعطى انطباعاً رائعاً عن مستواه مؤخراً بما يمتاز به من قوة تسديد على المرمى وخبرة.. وهو مطالب اليوم بأن يكون أكثر حركة ونشاطاً واستغلالاً لكل حالات الارتباك التي عادة ما تصاحب تحركات صلاح عياد وحامد صبحي.
يبقى شيء مهم.. وهو أن هذا اللقاء سيكون خاتمة النشاط الرياضي وهذا يملي على الفريقين أن يكونا بمستوى هذا الحدث الرياضي الكبير.. قناعتنا بأن مباراة اليوم سينعدم فيها المستوى الفني لحساسية المباراة وكونها مباراة أعصاب.. كل آمالنا ودعواتنا أن يقدم الفريقان مباراة جيدة يساعد في نجاحها وحلاوتها طاقم التحكيم في مباراة اليوم والذي طرحت فيه اللجنة الرئيسية للحكام كل الثقة.
الجزيرة 14 - 7 - 1402هـ